عنوان الفتوى : تيسير الأمر بعد الاستخارة دلالة خير
إنني أعمل في شركة في دولة خليجية، وهذه الشركة قد افتتحت فرعاً لها في دولة أخرى، وقد رشحتني الإدارة إلى أن أستلم إدارة هذا الفرع الجديد، لقد قمت بعمل استخارة أكثر من مرة ولكنني أحسست بضيق في صدري اتجاه هذا الموضوع، فقمت بإبلاغ مديري باعتذاري عن قبول هذا الترشيح، وقام مديري بالتشاور مع الإدارة العليا، لكن الرد كان بتصميمهم على قبولي هذا المنصب الجديد، فما كان لي إلا أن قبلت. سؤالي هو هل محاولاتي لعدم ذهابي إلى هذا المنصب الجديد ومن ثم إصرار الإدارة علي هو مؤشر بأن هذا هو الخير بحقي؟ بالرغم من أني عملت أكثر من استخارة. أنا مؤمن إيمانا تاما لا شك فيه بأن الخيرة فيما اختاره الله لكنني أريد أن أزيح عن نفسي هذه الوساوس؛ حيث أنني الآن مقبل على الزواج وأريد الاستقرار، فماذا أعمل أريد نصيحتكم. أشكركم جزيل الشكر على جهودكم الجبارة، ووفقكم الله إلى كل ما فيه خير للناس.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي ننصحك به هو أن تمضي في عملك ذاك مستعينا بالله عز وجل، فما دمت قد استخرت ربك تبارك وتعالى فثق أنه تعالى يختار لك الخير، وأن اختياره تعالى للعبد خير من اختيار العبد لنفسه، وتدبيره للعبد خير من تدبير العبد لنفسه، وتيسير هذا الأمر لك علامة على أن فيه الخير إن شاء الله،. قال ابن علاّن: ومِن ثَمَّ قيل: إنَّ الأولى أن يفعل بعدها ما أراد أي: وإن لم يشعر بانشراح الصّدْر، إذ الواقع بعدها أي: بعد الصلاة هو الخير. انتهى.
فعليك أن تحسن الظن بربك، وتقدم على ما تيسر لك من الأمور بعد أن تأخذ بالأسباب من استخارة الله تعالى قبل الإقدام واستشارة ذوي الرأي.
والله أعلم.