عنوان الفتوى : الوسيلة المثلى لتحصين النفس من مصائد الشيطان
باختصار أنا فاطمة أبدأ دراستي الجامعية، تحولت مائة وثمانون درجة بأشياء كثيرة أخجل أن أتكلم عنها لكن الحمدلله عانيت كثيرا حتى بعد تخرجي من دراستي، في عملي عصيت الله وعاقبني الله أشد عقوبة أستحقها (الحمد لله) وبدأت أتعب نفسيا، ثم الذهاب إلى الطبيب النفسي ولا أدري أن الطبيب النفسي هو رجوعك لله لله لله الذي خلقني فلن ولم ينساني أبدا، وبدأت بقيام الليل ويداعبني الشيطان إنك كــذا وكـــذا ثم أتعب ثم أفيق ثم وثم ويداعبني الشيطان ويذكرني بالأفعال التي جرت من المشاهدة واللقاءات والتليفونات والشرب. الحمد الله هذه قصتي ممكن أختي وأخي تنظرون إليها من جميع الجوانب لا أطيل عليكم في تفاصيل وتفاصيل لكــــن أن لا تتأدب مع الله فوق الأرض سوف يؤدبك الله تحت الأرض. ما العمل الآن؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن أعظم ما يمن الله به على العبد أن يوفقه لتدارك أخطائه وتلافي ما وقع منه من الهفوات، وهذا من رحمة الله بعبده، ألا يتركه غافلا ساهيا لاهيا، فاحمدي ربك أيتها الأخت الكريمة أن من عليك بالتوبة، وعرفك طريق الاستقامة، واعلمي أن الله تعالى غفور رحيم، فهو يغفر لمن تاب إليه وأقبل عليه، فنصيحتنا لك أن تستمري على ما أنت فيه من الخير، وأن تزيدي ما استطعت من فعل الطاعات فإن الحسنات يذهبن السيئات، ولا تستسلمي لوسوسة الشيطان ومكره، فإنه يحرص على أن تعودي لمثل ما كنت عليه، واعلمي أن ما مضى من الذنوب لا يضرك إذا صدقت توبتك، واجتهدي في مصاحبة الصالحات اللاتي يكن عونا لك على طريق الاستقامة، وأكثري من ذكر الله فإنه من أعظم ما يذهب كيد الشيطان ووسوسته فإنه وسواس خناس، لا يزال جاثما على صدر العبد يوسوس له، فإذا ذكر العبد ربه خنس.
قال ابن القيم رحمه الله: فلو لم يكن في الذكر إلا هذه الخصلة الواحدة لكان حقيقا بالعبد أن لا يفتر لسانه من ذكر الله تعالى، وأن لا يزال لهجا بذكره فإنه لا يحرز نفسه من عدوه إلا بالذكر ولا يدخل عليه العدو إلا من باب الغفلة، فهو يرصده فإذا غفل وثب عليه وافترسه، وإذا ذكر الله تعالى انخنس عدو الله تعالى وتصاغر وانقمع حتى يكون كالوصع وكالذباب، ولهذا سمي الوسواس الخناس أي يوسوس في الصدور، فإذا ذكر الله تعالى خنس أي كف وانقبض. قال ابن عباس : الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا سها وغفل وسوس، فإذا ذكر الله تعالى خنس. انتهى.
والله أعلم.