عنوان الفتوى : حكم نشر كتاب مترجم

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

جزاكم الله خير الدارين، سؤالي أيها الأفاضل عن كتاب للكاتب الفرنسي موريس بوكاي المترجم بالانجليزية والعربية، اسمه كتاب القرآن والتوراة والإنجيل (دراسة في ضوء العلم الحديث)‏، أود أن أساهم في نشر هذا الكتاب في العالم الغربي بشكل خاص، صادفت ملحدين فئة منهم قلقون من مصيرهم وفئة أخرى تنتظر معجزة لدرجة أني أحسست أنهم كبني إسرائيل حينما قالو لموسى عليه السلام (أرنا الله جهرة) فقط كي يؤمنوا، والفئة الأخيرة رضوا بالحياة الدنيا عن اقتناع، الأغلبية كذبوا الله والجنة والنار والبعث والحشر وكل شيء يخص الله، ومن خلال قراءتي لهذا الكتاب أحسست أنه ذو تأثير قوي في الإقناع (بالنسبة إلى كل عاقل) لأنه أثبت أن القرآن بما فيه حق، ولكن أحسست بالقلق بسبب ترجمته الانجليزية، ذلك لأني لما قرأت ترجمته العربية الكترونيا على يد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد، وجدت أن له ملاحظات إسلامية على بعض النقاط التي أثارها الكاتب، أقصد أنه اختلف معه في بعض النقاط وأكد بعض، كذلك اشتريت الكتاب نفسه ولكن المترجم مختلف (عادل يوسف) وكان ترجمة فقط، حاولت أن أجد ترجمة انجليزية بأيد مسلمة لكن وللأسف لم أجد حتى الآن لأن مترجمه هو الكاتب نفسه وشخص آخر، فكرت أن أبقي على ترجمة الكاتب والمترجم وأضيف عليها نقاط الشيخ حسن، ولكن لا أدري هل يصح لي ذلك، فما رأيكم.. أرجو الإفادة لأن فكرة إنكار وجود الله تضايقني وتبكيني كثيراً فهو الحي القيوم الرحمن الرحيم، حقا لم أستطع أن أتقبل هذه الفكرة السوداء عن ربي الذي لا مثيل له، أرجو أن تساعدوني لعلنا نكون سببا في هداية من أراد الله أن يهديه؟ وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجزاك الله خيراً على اهتمامك بهداية الناس إلى ربهم، ونسأل الله أن يوفقك في ذلك ويتقبله منك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فوالله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم. متفق عليه.

ولكي يكون العمل مقبولاً لا بد أن يكون خالصاً لله، كما يجب أن يكون موافقاً للشريعة، وقد بينا في فتاوى سابقة أن نشر كتب المؤلفين دون إذنهم لا يجوز شرعاً، لما في ذلك من التعدي على حقوق الطبع والترجمة والملكية الأدبية، وانظر لذلك الفتوى رقم: 6080، والفتوى رقم: 9797.

وعلى ذلك فيلزمك استئذان صاحب الترجمة التي ستعتمدها للنشر، فإن أذن لك وكان الكتاب لا يحتوي على ما يناقض الحق فلا حرج عليك في نشره، كما لا حرج عليك بعد ذلك في إضافة بعض التعليقات المقتبسة من كتب الغير، بشرط الدقة في النقل والعزو إلى مصدره، وانظري الفتوى رقم: 36701 وما أحيل عليه فيها.

علماً بأنا لم نطلع على هذا الكتاب ولا علم لنا بمحتواه.. وعليه فلا يمكن أن نحكم بصحة محتواه أو خطئه، وبما أن مؤلف من شخص غير مسلم كما يبدو وموضوعه هو كتاب الله، فلا بد من عرضه قبل نشره على أهل العلم ليروا ما فيه من صحيح فيقروه، أو خطأ فيحذفوه.

والله أعلم.