فوائد غض البصر
مدة
قراءة المادة :
5 دقائق
.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: يقال إن غض البصر عن الصورة التي ينهى عن النظر إليها كالمرأة والأمرد الحسن يورث ثلاث فوائد:إحداها: حلاوة الإيمان ، ولذته التي هي أحلى وأطيب مما تركه لله، فإن من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه.
الفائدة الثانية: أن غض البصر يورث نور القلب والفراسة.
الفائدة الثالثة: قوة القلب وثباته وشجاعته فيجعل الله له سلطان البصيرة مع سلطان الحجة، فإن في الأثر (الذي يخالف هواه يفرق الشيطان من ظله).
وإذا كان النظر إلي من لا يحل النظر إليه محرمًا فالخلوة بمن لا تحل محرمة من باب أولى وأحرى لأن الوساوس الشيطانية تجد لها مجالًا في هذه الحالة وثوران الشهوة يجد له مبررًا فيضعف العقل عند هذا، ولا يكون له تأثير على زجر الشهوة فتسوقه نفسه الأمارة بالسوء إلى الفاحشة، لهذا نهى المصطفى صلى الله عليه وسلم عن الخلوة فقد روي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم»؛ (متفق عليه).
وعن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والدخول على النساء ».
فقال رجل من الأنصار: أفرأيت الحمو؟ قال: «الحمو الموت »؛ (متفق عليه).
والحمو: قريب الزوج كأخيه وابن أخيه وابن عمه.
وعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا لا يخلو رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان»؛ رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في جامعه.
وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس بينه وبينها محرم»؛ (رواه الطبراني في الكبير).
وروى الطبراني أيضًا عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إياك والخلوة بالنساء والذي نفسي بيده ما خلا رجل بامرأة إلا ودخل الشيطان بينهما ولأن يزحم الرجل خنزيرًا متلطخًا بطين أو حمأة خير له من أن يزحم منكبه منكب امرأة لا تحل له».
ومن أخطر ما يكون على النساء خدمة الرجال في البيوت إذا كان هناك اختلاط بينهم وبينهن خصوصًا إذا كان الرجل المستخدم من الشبان وإن كان له وسمة جمال فأقرب إلى الخطر وقد يكون أشب من صاحب البيت وأجمل وهو ملازم للبيت ليله ونهاره وهو تحت أمر الزوجة أو نحوها وفي إمكانها إبقاؤه أو طرده فالخطر عظيم، وإن كانت المرأة ذا شرف ومكانة، وتأمل قصة امرأة العزيز مع يوسف عليه السلام حين راودته عن نفسه، فاستعاذ بالله من شرهنَّ وكيدهن، فعصمه الله عصمةً عظيمةً وحماه، فامتنع أشد الامتناع عنها واختار السجن على ذلك، وهذا في غاية مقامات الكمال أنه مع شبابه وجماله وكماله تدعوه سيدته وهي امرأة عزيز مصر ، وهي مع هذا في غاية الجمال والمال والرياسة، ويمتنع من ذلك ويختار السجن على ذلك خوفًا من الله ورجاء ثوابه، ولهذا ثبت في الصحيحين أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله: «رجل دعته امرأة ذات منصبٍ وجمالٍ، فقال: إني أخاف الله»، والله أعلم، وصلى الله على محمد وآله وسلم.
شعرًا:
ما من جميل من الدنيا ولا حسن ** إلا ومن فضل رب العرش ذي المنن
أعظم بها منةً لكن يخففهــــــــــا ** شكري لربي في سري وفي علـــــن
اللهم يسِّر لنا سبيل الأعمال الصالحات وهيِّئ لنا من أمرنا رشدًا، واجعل معونتك العظمى لنا سندًا، واحشرنا إذا توفيتنا مع عبادك الصالحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
_______________________________________________
الكاتب: الشيخ عبدالعزيز السلمان