عنوان الفتوى : الدفاع عن مؤساسات ربوية
رجل محافظ على صلاته ولكنه يدافع عن المؤسسات والبنوك التي تتعامل بالربا فما حكم ذلك ؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
يقول أ.د فاروق حمادة ـ أستاذ بكلية الآداب ـ جامعة محمد الخامس ـ الرباط :
الأخ الكريم القيام بالصلاة لا يتعارض مع فعل الحرام، فقد يفعل الإنسان الكبائر وهو يصلي. كهذا الذي تقول ؛ عقود ربوية وعقود على محرمات ..
فالصلاة فريضة والابتعاد عن المحرمات فريضة أخرى، ومثل هذا العمل لا يجوز قطعا لأن المساهمة في عقود الربا باي وجه سواء كان بالاستشارة او بالكتابة أو بالتشجيع أو بالدعاية لا يجوز، وقد صح عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أنه قال:”لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال هم سواء”.أخرجه الامام مسلم عن عبد الله ابن مسعود.
وكذلك بيع الخمور المحرمة ، فكل من ساهم فيها بوجه من الوجوه فهو داخل في لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم له، وقد جاء في الحديث عن أنس بن مالك قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر عشرة: عاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وساقيها وبائعها وآكل ثمنها والمشتري لها والمشترى له” أخرجه الترمذي في سننه. وأخرجه أحمد وأبو داوود من حديث ابن عمر وهو حديث صحيح وأخرجه أحمد وابن حبان والحاكم عن ابن عباس وهو صحيح كذلك.
ولابد أن يدخل المستشار والعاقد والمؤسسة في هذا اللعن نعوذ بالله.
وأما الاستشارة فقد جاء في الحديث الذي رواه جابر عن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لكعب بن عجرة : يا كعب أعيذك بالله من إمارة السفهاء، قال وما ذاك يا رسول الله؟ قال: أمراء سيكونون من بعدي، من دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليسوا مني، ولست منهم ولن يردوا علي الحوض ، ومن لم يدخل عليهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم وأولئك يردون علي الحوض ..إلى أن قال : يا كعب بن عجرة : لا يدخل الجنة لحم نبت من السحت النار أولى به..” الحديث. وهو حديث صحيح أخرجه الإمام أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه.
فكل من أعان على الظلم في استشارته ولو كان للمسلم كما ترى في هذا الحديث فهو ليس على السنة ولن يرد الحوض على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهل هناك ظلم أفظع وأبشع مما تقوم به إسرائيل؟؟
فضع نفسك في ميزان هذا الحديث لتعلم أين أنت، واستفت قلبك ، قال تعالى :”بل الإنسان على نفسه بصيرة”، “ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فالله يتولاه”.
والله أعلم.