عنوان الفتوى : لا علاج للوساوس أفضل من الإعراض عنها

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

بدأت أشعر مؤخراً بأفكار مزعجة، لا أعلم إن كانت تندرج تحت الوسواس أم أنها علامة على تغير إيماني للأسوأ. أتمنى أن أجد لديكم بعض الإيضاح؟ مع العلم أني بحثت عن الوسواس لكني لم أجد أحداً بنفس وضعي مما جعلني أخشى أنه يدخل في ضعف الإيمان فعلاً. مؤخراً أصبحت أفكر في نواياي كثيراً وكل ما عزمت على عمل أو نصيحة شعرت أن فيها رياء، رغم أني أكره الرياء جداً، وحريصة أن لا أقع فيه، ثم أفكر أن لا أعمله ثم أخشى أن أقع في ما نهي عنه( لا تترك عملاً خشية من الرياء ) ثم أعمله ثم أعود لنفس الدائرة إني مرائية بالتأكيد . أتمنى أن أعرف حداً فاصلاً بين الرياء وحسن النية؟ كيف أعرف أن قلبي فعلاً فيه رياء أو أنها مجرد وسوسة ؟الآن وأنا أكتب أفكر في أنه ربما في كتابتي للسؤال رياء. كذلك عندما يحصل لأحد شيء حسن أخشى أن يكون في قلبي حسد تجاهه. أفهم الحسد جيداً، ومن شدة خوفي أصبحت أفكر كما الحاسد ومن ثم أقول ها أنا أقع في الحسد حقاً.كذلك في مسألة التكبر أخشى أن يكون في قلبي كبر، أنا لا أعلم هل هي صحوة من غفلة؟ أم كل هذه وساوس كذلك، أنا عادة أسهو في صلاتي كثيراً ونادراً ما أعي ما أقول ( وأتمنى أن تدعو لي بالتركيز في الصلاة ) ولأني سمعت حديثاً فيما معناه أن لا صلاة للمصلي إلا ما وعى منها. فأصبحت أعيد بعض الصلوات التي يكون فيها السهو شديداً، لأني لم أع شيئاً منها، ويقولون لي إن هذه وسوسة لكني لم أع منها شيئاً، وأنا متأكدة من ذلك، فكيف ستحتسب، لذلك أعيدها رغم أن التركيز لا يكون أفضل بكثير، حتى عندما أقرأ شيئاً عن الدين تأتيني أفكار غريبه لم أعتدها تعارض ما أقرأ وما أؤمن به. هذه الأفكار تنبع مني أنا لكنها لم تكن أفكاري مثل ( كل شخص مؤمن بدين ما أو مذهب ما يرى أن دينه ومذهبه هو الحق والبقية خاطئة ولا يعلم أنه على خطأ، وربما أكون أنا على خطأ أيضاً وأنا لا أعلم !!! ) ثم أفكر أني ربما منافقة أو شيء من هذا القبيل، مع محاولتي مجاهدة هذه الأفكار الأخيرة وإقناع نفسي بكل القناعات الواضحة لدي عن ديننا الإسلامي الحنيف والمذهب السني لكن لا أعلم ما الذي دهاني؟أتمنى أن يجيب على أسئلتي شيخ فاضل.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فواضح من السؤال أنك قد بليت بالوسوسة، نسأل الله تعالى أن يعافيك منها.

واعلمي أن الوساوس تعرض لكل من توجه إلى الله، لتقطعه عن السير إليه، وقد بينا هذا في الفتوى رقم: 127463.

ومن أنجع الوسائل لعلاج الوساوس هو الإعراض والتلهي عنها، وعدم الاسترسال معها، مع صدق الالتجاء إلى الله والإكثار من ذكره وتلاوة كتابه.

ولا مانع من مراجعة المختصين في الطب النفسي واستشارتهم، وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 3086، والفتوى رقم: 51601، وكذلك الرابط التالي:

http://www.islamweb.net.qa/ver2/istisharat/details2.php?reqid=17690

هذا من حيث الإجمال. وأما من حيث التفصيل فنقول:

قد سبق بيان حقيقة الرياء في الفتوى رقم: 10992، وانظري لمزيد الفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 70031، 117814، 112890.

وراجعي بخصوص الحسد الفتوى رقم: 69950، وبخصوص الكبر الفتوى رقم: 74593وما أحيل عليه فيها.

وأما الصلاة التي لم تخشعي فيها فهي مجزئة ولا يطلب منك إعادتها. وانظري الفتوى رقم: 12242.

وننصحك بالمحافظة على السنن الرواتب، وأن تستكثري من صلوات النوافل، فإنها تجبر ما وقع في الفرائض من خلل؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله الصلاة، فإن صلحت فقد أفلح و أنجح، و إن فسدت فقد خاب و خسر، و إن انتقص من فريضة قال الرب : انظروا هل لعبدي من تطوع ؟ فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك. رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وصححه الألباني.

وراجعي بخصوص الخشوع في الصلاة وعلاج الوسوسة فيها الفتويين: 3087،  1406.

وبشأن الوساوس في أمر الدين راجعي الفتاوى التالية أرقامها: 19691، 101979، 54711.

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
علاج الألم النفسي الحاصل من المشاكل مع أعز الأصدقاء
علاج الخواطر والوساوس المستقرة والعارضة
لا حرج في إخبار الموسوس للطبيب النفسي عن وساوسه
اصطدم بسيارة وهرب ثم وسوس بأن المصدوم توفي
علاج الوساوس في ذات الله جل وعلا
ضابط التفريق بين النطق بقصد وبغير قصد
الواجب تجاه توارد خواطر السوء
علاج الألم النفسي الحاصل من المشاكل مع أعز الأصدقاء
علاج الخواطر والوساوس المستقرة والعارضة
لا حرج في إخبار الموسوس للطبيب النفسي عن وساوسه
اصطدم بسيارة وهرب ثم وسوس بأن المصدوم توفي
علاج الوساوس في ذات الله جل وعلا
ضابط التفريق بين النطق بقصد وبغير قصد
الواجب تجاه توارد خواطر السوء