عنوان الفتوى : العزم على التوبة يعين على صلاح الحال
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:ما حكم حب الفتاة لرجل غريب عنها ومحادثته ولقائه مع العلم أنها حاولت الابتعاد عنه ولكنها لم تستطع
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المسلمة مأمورة بغض بصرها كما قال سبحانه: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن) ومأمورة بالتزام الحجاب وستر زينتها عن غير محارمها بقوله سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الأحزاب:59] وقد نهى الله عز وجل النساء عن الكلام مع الأجانب بكلام فيه خضوع ولين قد يؤدي إلى فتنة الرجل، فقال سبحانه: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض)[الأحزاب:32] وهذه الفتاة قد ارتكبت كل هذه المحرمات، فيجب أن تتدارك نفسها بتوبة صادقة تندم فيها على ما فات وتتركه في الحال، وتعزم على أن لا تعود إليه في المستقبل، فإن فعلت ذلك تاب الله عز وجل عليها.
وعليها أن تحذر أن يأتيها الموت وهي على حالها السابق، فما هو عذرها إن سألها الله عن كل هذه المحرمات؟
وكون الأخت قد حاولت الترك ولكنها لم تستطع، لعل السبب فيه هو أنها لم تصدق في توبتها، وإلا فلو عزمت على ذلك عزماً مؤكداً، واستعانت بالله عز وجل وشغلت قلبها بحب الله عز وجل وشغلت جوارحها بطاعته، وشغلت أوقاتها بما يعود عليها بالنفع- لو فعلت ذلك- فإنها بإذن الله سترى صلاح أحوالها وسلامة دينها ودنياها.
والله أعلم.