عنوان الفتوى : إنشاد القصائد الشركية واستعمال المعازف في المسجد ليس من سبيل أهل السنة
في شمال أفريقيا يتبعون المذهب المالكى وهم أهل سنة، ويدرسون مذهب الامام مالك، فلماذا يحضرون آلات العزف ويجلسون فى المساجد وينشدون البردة للبوصيري وغيرها؟ وأيضا الهمزية، وأنا لا أعلم لماذا هم متمسكون بشدة بفقه مالك والكتاب والسنة ويحضرون آلات العزف فى المساجد وينشدون الهمزية وغيرها؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالإمام مالك هو أحد أئمة أهل السنة المشهود لهم بالفضل، وانظري الفتوى رقم: 112309.
وإباحة آلات العزف ليست من مذهب الإمام مالك في شيء، بل إن الأئمة الأربعة متفقون على تحريم آلات العزف، كما في الفتويين رقم: 100088، 76631.
وقد جاء في كتاب منح الجليل ـ من كتب المالكية ـ ابن القاسم: أكره الإجارة على تعليم الشعر والنوح أو على كتابة ذلك، أو إجارة كتب فيها ذلك أو بيعها، ابن يونس: يعني التغني، وكره مالك قراءة القرآن بالألحان، فكيف بالتغني؟ عياض: معناه قول المتصوفة وأناشيدهم المسمى بالتغني على طريقة النوح والبكاء.هـ.
وإذا كان استعمال آلات العزف محرما عموما، فاستعمالها في المسجد أشد تحريما وقبحا.
كما أن قصيدة البردة تشتمل على غلو في شخص النبي عليه الصلاة والسلام مما ينافي التوحيد، وقد سبق بيانها في الفتوى رقم: 5211.
وكذلك قصيدة الهمزية، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر قوله:
الأمان الأمان إن فؤادي من ذنوب أتيتهن هواء
فهذه علتي وأنت طبيبي وليس يخفى عليك في القلب داء.
فانظر إلى طلبه الأمان من النبي صلى الله عليه وسلم وقوله: وليس يخفى عليك في القلب داء.
يزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم علل القلوب وأدواءها، وأنه لا يخفى عليه ما في القلوب، وقد قال الله سبحانه وتعالى: وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ {التوبة101}.
وغير ذلك من أدلة الكتاب والسنة التي تدل على أنه صلى الله عليه وسلم لا يعلم ما في القلوب إلا مِمَّا أطْلَعَهُ الله عليه، قال تعالى: عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا*إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ {الجن:26،27 }.
أي: فإنه يُطْلِعه على ما يشاء من غيبه. فتاوى الشيخ عبد الله أبا بطين.
وعلى ذلك، فهؤلاء المذكورون في السؤال ليسوا على منهج أهل السنة حقيقة.
والله أعلم.