عنوان الفتوى : إذا تم البيع بشروطه وأركانه فلا يؤثر في نفاذه تأخر أو عدم توثيقه رسميا

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

وهبنا أبي عيادة مشتركة مناصفة بيني وبين أخي منذ 9 سنوات بقيمة كاملة 54000 دولار بعد أن أنهيت دراستي في الخارج في علوم الطب، وأصبحت بحاجة لمكان لعيادة بارك الله به، ولكن بعد 5 سنوات أصبح مردود عملي جيد والمكان لا يكفي لي ولأخي، و أخي لم يتمكن من إنهاء الدراسة وأصبح له 15 عاما وهو لا يحبذ العودة ولا يتصل بأهله إلا ما ندر، وهو متزوج وعنده 3 أولاد، فكان هناك اقتراح بيني وبين أبي أن أشتري نصف العيادة الثاني، وأن يتمم أبي إجراءات نقل الملكية كونه يحمل وكالة كاملة عن أخي، والمكان هبة من أبي ليتمكن أبي أن يشتري عيادة ثانية لأخي بنفس قيمة الهبة السابقة عندما يعود أخي، على أن ينمي أبي هذا المبلغ لأخي في تجارة البناء، دفعت لأبي المبلغ بالتدريج حتى أنهيته وهو يعادل 54000 دولار، منذ 4 سنوات تضاعف سعر العقار، المشكلة أن أبي تخلف عن وعده بنقل الملكية حتى يعود أخي، ولا أدري إن كتب أبي ورقة بهذا المال؟ ويخشى أبي أن يبلِّغ أخي بهذا خوفا من أن يعتقد أخي أن أبي يريد أن يجرد أخي من الهبة فيهرب ولا يعود على الإطلاق إلى بلده، علماً أن أخي لم يزر أهلي منذ 7 سنوات وله أفكاره الخاصة والتي أخشى أن أصطدم معه إن بقيت العيادة بيني وبينه، المهم الآن أنني أخشى الضغط على أبي ليتمّ البيعة فأقع في مشكلة معه قد تكون أكبر من هذه المشكلة، علماً أنني طلبت منه هذا عدة مرات ولم يستجب إلا بالرفض المترافق مع الانزعاج، وطلبت من أمي أن تذكر أبي كلما وجدت الفرصة، وأنا لا أشك في أن أبي سيكتب لي النصف الثاني عندما يعود أخي في يوم ما، والمال عمل به أبي فربح ولا أدري لمن الربح هل هو لي أم لأخي ولا أدري شيئا عنه، ويظهر لي أن أبي إن رد المال لي سوف يؤثر على عمله هو، علماً أن أبي من أصحاب العقارات تمكنه من شراء ما يعادل 5 عيادات، والأمر معلق في الهواء وأبي لا يحبذ أن أخبر أنا أخي فندخل مع أخي في مشكلة لا نتوقع كيف سيتصرف أخي بها، وإن أخبرت أخي وتصرف تصرفا غير منطقي سوف يحمّلني أبي مسؤولية تصرف أخي ، خشي أبي أن يظلم أخي نفسياً فظلمني نفسيا وماديا حيث إنني كنت مضطراً لهذا المال لسد حاجاتي من شراء منزل وسيارة، وعندي زوجة وأولاد وأخرت إنجاب آخر ولد حتى اشتري بيتا أوسع، وهناك توالي أخرى لا يوجد داعي لذكرها وهي أهم، و أنا من أصحاب الاختصاصات الجراحية النادرة التي لا يتحمل بها العقل مثل هذه الأمور غير المنطقية التي تصدر عن أبي وأخي غير متوقعة والعيادة هي مكان عملي المتميز ومصدر رزقي، ولا أدري كيف أتصرف والدنيا سخيفة لا تستحق أن نفكر إلا بما يرضي الله؟ وحسبي الله ونعم الوكيل. أفتوني في هذه المشكلة؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما دام الأب يملك وكالة صحيحة من ابنه تخوله التصرف في ماله بيعا وشراء، فلا حرج عليه فيما فعل وهو صحيح ماض، ويكون ثمن نصف تلك العيادة هو ما اتفقتما عليه ودفعته إلى الأب، ولا تأثير لتأخر الإجراءات القانونية في كتابة العقد ونقل الملك، وتكون غلة ذلك المال للابن والعيادة ملك لك وحدك.

وانظر شروط البيع وأركانه في الفتوى رقم: 15662.

وأما خشية الأب من عدم رجوع الابن فلا تأثير لها في صحة العقد، وعلى الأب أن يبادر بتمكينك مما باعه لك من نصف العيادة بإكمال الإجراءات القانونية.

 فإذا علم الابن وسخط  فيمكنك إقالة البيع واسترجاع ما دفعته، أو طلب أكثر منه على اعتبار كون الإقالة بيعا لا فسخا، والأولى عقد بيع جديد بأن يشتري منك نصف العيادة بما تتفقان عليه من ثمن سواء أكان أقل أوأكثر مما دفعته . كما بينا في الفتوى رقم: 75391. وينبغي أن تعد الأب بذلك وهو مخرج حسن لما يخشاه من نقمة الابن وسخطه .

وننصحك بالحكمة في معاملة الأب ومحاورته بالقول الهين اللين والأسلوب الحسن للتأثير عليه وإقناعه بما بيناه.

وللمزيد حول الوكالة وشروطها انظر الفتاوى التالية أرقامها: 15256 ، 29977، 35737، 36888.

والله أعلم.