عنوان الفتوى : زوجته ترفض الرجوع من بيت أهلها

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

سؤالي: الزوجة في بيت أهلها وترفض الرجوع بدون أسباب، تريد البقاء في بيت أهلها بسبب أني لا أقول لها علناً إني أحبك، ولي الآن 5 سنوات والأمور عادية، مرة تغضب على أشياء تافهة مثل نقاش أو عدم اتفاق في موضوع معين، أو أني أنصحها بالاهتمام بنفسها وصحتها، أو الاهتمام بالولد وعمره الآن ثلاث سنوات ونصف، يعني بشكل عام خلافات عادية. علماً أني لا أسب أهلها أو أذكر سيرتهم بأي شيء، ولم أضربها، ومسكنها في دور كامل، وتأكل أفضل الأكل وتشرب أفضل الشرب، والبيت كامل لا ينقصه أي شيء ولله الحمد يعد من أفضل البيوت بالنسبة لجميع من حولها يعني لست مقصرا معها بشيء. تتحجج بأني لا أكلمها كثيرا بالبيت وهذا بسبب الخلافات، يعني تريدني أن أتحدث معها وأضحك وقبل قليل كان بيننا خلاف، مع العلم أني لا أتلفظ بألفاظ بذيئة، وأني أجلس على الكمبيوتر أوقاتا كثيرة طبعاً، هذا الشيء غير صحيح، مع العلم أني أذهب بها لجميع قريباتها في نفس المنطقة وصديقاتها، ويأتون إليها في البيت يعني زيارات متواصلة. المهم الآن الزوجة في بيت أهلها ولا أدري لماذا ترفض الرجوع؟ ولا ترد على الهاتف ولا أهلها يردون ولا عمها يرد علي ؟ سؤالي من الجهة المختصة التي تأخذ لي حقي بالقانون، علما أني أريد أن أرى ابني. هل يوجد شيء اسمه بيت الطاعة؟ يعني بحكم الشرع تأخذ الذي لها وآخذ الذي لي، علما أنها استغلت الآن فترة الحمل يعني الآن هي بالشهر الخامس، وأنا ما عندي مشكلة في الطلاق بشرط أن تتنازل عن الأولاد إذا كانت تحب هذا الشيء . أفيدونا جزاكم الله خيرا؟ أريد الحل، أنا لا أريد المشاكل وإذا أجبرت عليها سوف تحدث مشكلة كبيرة، وأنا أعرف نفسي جيدا أكون متفاهما لآخر درجة ولا أريد التصادم حتى لا يحدث أي مكروه، الآن لها في بيت أهلها قرابة الشهر وزيادة، وإذا أرادت الخلع أنا ليست عندي مشكلة، بشرط أن تتنازل عن الأولاد وإرجاع المهر، وأنا أريد الشرع فقط.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإننا نحب أن ننبه أولا إلى أنه ينبغي للزوجين أن يعاشر كل منهما الآخر بالمعروف، وأن يؤدي ما عليه من واجبات للآخر ليتحقق الاستقرار في الأسرة. قال الله تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ. {البقرة: 228}. وراجع الفتوى رقم: 27662. وهي عن الحقوق بين الزوجين.

ولا يلزم الزوج أن يعبر لزوجته عن حبه لها من خلال التلفظ ببعض الألفاظ،  نعم فإنه لو فعل كان ذلك أفضل، ولكن من الناس من يعبر عن هذا الحب من خلال تصرفاته تجاهها من خلال نظراته، أو هداياه لها، أو حرصه على مصلحتها وكراهيته مضرتها ونحو ذلك، وينبغي أن تشكر المرأة زوجها إذا بذل لها شيئا من النصح في اهتمامها بنفسها أو ولدها لا أن تجعل ذلك مثارا للخلاف، وفي المقابل ينبغي للزوج أن يحرص أشد الحرص على أن يشبع الغزيرة العاطفية لزوجته لتتحقق السعادة في حياتهما، وانظر الفتوى رقم: 38019.

وأما الطلاق فلا ننصح بالتعجل إليه خاصة وأنكما قد رزقتما شيئا من الولد، ولكن نرى أن يحكم بعض العقلاء من أهل الزوج وأهل الزوجة عسى الله أن يوفقهم إلى الإصلاح. قال الله سبحانه: وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا. {النساء: 35}.

 وإذا تعذر الإصلاح فالأولى رفع الأمر إلى المحكمة الشرعية لتلزم هذه المرأة بطاعة زوجها والعودة إلى بيت الزوجية، وهو المقصود ببيت الطاعة في عرف القانون.

ويمكن للمحكمة أيضا أن تنظر في أمر الطلاق أو الخلع، والخلع يكون على ما يتراضى عليه الزوجان من العوض، وأما اشتراط الزوج إسقاط الزوجة حقها في الحضانة ، فقد سبق ذكر مذاهب العلماء فيه ، فراجعه بالفتوى رقم: 72018، وحكم القاضي يرفع الخلاف في القضايا الاجتهادية.

ولا يجوز لأي من الزوجين منع الآخر من رؤية أولاده على كل حال، ولمزيد الفائدة بهذا الخصوص يمكن مراجعة الفتوى رقم: 97068.

والله أعلم.