عنوان الفتوى : حكم التصدق بنية تيسير الزواج
أنا شاب عمري 40 سنة، ومند خمس سنوات وأنا أخطب ولا يكتمل الموضوع، ويكون الرفض أما من طرفي أو من الفتاة، فهل هو جائز لو تصدقت بنية إتمام هدا الموضوع، وهل يوجد شرعا ما يؤيد هذا الموضوع؟ أفيدوني بالله عليكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن ييسر لكَ الخير حيث كان، ثم اعلم أن طاعة الله عموماً، والصدقة خصوصاً من أعظم أسباب دفع البلاء والنقم، وحلول الخيرات والنعم، كما قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً {الطلاق: 4}. وتقديمُ عملٍ صالح يتوسل به العبدُ إلى ربه بين يدي حاجته من الأمور المشروعة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للأعمى الذي سأله أن يدعو الله أن يرد عليه بصره: فانطلق فتوضأ ثم صلِ ركعتين ثم قل اللهم أسألك و أتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه و سلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي أن يكشف لي عن بصري، اللهم شفعه فيّ . رواه الترمذي وقال حسنٌ صحيح.
واستحبَ كثيرٌ من العلماء أن يتوسل بالصدقة قبل الخروج لصلاة الاستسقاء، لما للصدقة من أثر في جلب الخير ودفع الشر، قال الشيخ العثيمين رحمه الله:
ويأمرهم أيضاً بالصدقة – أي: قبل الاستسقاء -، والصدقة قد يقال: إنها مناسبة ؛ لأن الصدقة إحسان إلى الغير، والإحسان سبب للرحمة ؛ لقول الله تعالى: إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ. انتهى.
وعليه فلا مانع إن شاء الله من أن تتوسل إلى ربك عز وجل بالصدقة على عباده، رجاء أن يحصل لك ما ترجوه، قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في بيان شأن الصدقة وأثرها في دفع البلاء:
فإنَّ للصَّدَقة تأثيراً عجيباً في دفع أنواع البلاء، ولو كانت مِن فاجر أو مِن ظالِم، بل من كافر !، فإنَّ الله تعالى يدفع بها عنه أنواعاً من البلاء ؛ وهذا أمرٌ معلوم عنْدَ الناس خاصتهم وعامتهم، وأهل الأرض كلهم مُقرُّون بـه لأنهم جرَّبوه. انتهى. من الوابل الصيب.
كما ننصحكَ بالاجتهاد في الطاعات كلها، والإكثار من الدعاء، واللجوء إلى الله عز وجل، والتوبة إليه بترك المعاصي التي هي جالبةُ النقم، ودافعة النعم.
والله أعلم.