عنوان الفتوى : حكم التوسل بذبح ذبيحة لترجع زوجته إليه

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

إخواني في الله، أسرة إسلام ويب، أودّ شكركم على مجهوداتكم التي تبذلونها في سبيل الله -نحسبكم كذلك، والله حسيبكم- لتوعية الأمة في كافة أمورها، فجزاكم الله خيراً عن هذه الأمة. أما بعد. إن موضوعي وباختصار هو: أني وزوجتي كنا على خلاف، وحصلت بعدها أمور أدت إلى التفريق بيننا، وظللت أتودد لها، وأعتذر لها عن أمور كانت تحسبها أخطاء، وأظهرت لها الحب والاحترام، وما يفعله كل رجل لزوجته، ولكن هي كانت تأبى كل ما أقدمه لها من تضحية، وحفاظٍ عليها، وقد ذهبت إليها وهي تسكن عند عمها في مكان قريب من مكان سكني، ذهبت عدة مرات، لم تدخل إلي إلا مرتين في تلك المرات التي زرتها -على ما أذكر حوالي خمس مرات- زرتها فيها، وكانت تأبى وتقول لي: (طلقني) وكانت تدخل إلي بالحجاب الشرعي، ونحن كنا ما نزال زوجين شرعيين، وأنا كنت أرفض فكرة الطلاق لعدة أسباب أهمها: أني كنت أحبها، والسبب الآخر المهم أيضا أن بيني وبينها طفلة عمرها حوالي أربع سنوات ... إلى أن جاءت إلي يوما في مكان عملي وطلبت مني الطلاق، وطلقتها وأنا مكره، ولكن طلقتها إذعانا للآية الكريمة التي تقول: (الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون ). أعوذ بالله أن أتعدى حدوده، ولكن ما زلت أحبها، وأحن إليها، وأخاف عليها، ولكن لا أستطيع أن أرجعها إلي، وإلى ابنتنا الوحيدة. إن طلاق زوجتي مني لم يتجاوز الشهرين ونيّفا، ففكرت بأن أذبح لوجه الله، وأن ألتزم الاستغفار ما استطعت، لعل الله يعيدها إلي. سؤالي هو: هل يجوز أن أذبح لوجه الله تعالى كي ترجع لي زوجتي؟ وإن كان الجواب لا، فأرجو منكم أن ترشدوني إلى حل ما؛ لأن ما حدث قد أرهقني ذهنيا ونفسيا، والله ولي التوفيق، وهو القادر على ذلك. آسف جدا على الإطالة، وقد نقلت لكم القصة باختصار شديد. وجزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فيجوز لك أن تذبح ذبيحة تقرباً إلى الله تعالى، متوسلاً بهذا العمل، أن ترجع إليك زوجتك بإذن الله، فالتوسل إلى الله بالأعمال الصالحة مشروع، والذبح لله من الأعمال الصالحة، لكن ننبهك إلى أنّ الذبح ليس له خصوصية في هذا الباب، بل ربما كان التصدق بثمن الذبيحة على المساكين، أو غير ذلك من وجوه الصدقات، أنفع وأعظم أجراً، وراجع الفتوى رقم: 79974
 واعلم أنّ الدعاء من أنفع الأسباب، ومن أفضل العبادات، وهو نافع للعبد بكل حال، فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلاَّ أعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاثٍ: إِمَّا أنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِمَّا أنْ يَصْرِف عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا. قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: اللَّهُ أكْثَرُ. رواه أحمد.
 وفوّض أمرك إلى الله، وكن موقناً بأنّ ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأنّ الله أرحم بك من كل أحد، وهو أعلم بما فيه الخير لك، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [البقرة : 216]

والله أعلم.