عنوان الفتوى : قطع العلاقة بالفتاة الأجنبية وإزالة تعلق القلب بها
أنا شاب أبلغ من العمر الثانية والعشرين من العمر تقريبا، طالب سنة أولى جامعة قسم الخدمة الاجتماعية. مشيئة الله تعالى شاءت أن تنشأ علاقة حب بيني وبين إحدى زميلاتي في القسم أحببتها بكل إخلاص، وطلبت منها أن تعطيني معلومات أهلها لكي أتقدم لخطبتها فوافقتني على ذلك الأمر بكل سرور واحترام، وازداد تقديرها لي حين علمت أني كنت جادا وبدأت مشاورة أحد أقربائها بالأمر فرحب بي. ولكن للأسف الشديد فجأة اتصلت البنت بي وقالت لي: أنا لا أحبك أتمنى أن تبعد عن طريقي، بحجة أنها كذبت علي وقالت لي إنها لم ترتبط بشخص من قبل وحسب أنت إنسان رائع جدا، وأحببتك لكن للأسف أنا أحببت شخصا آخر من قبل خمس سنوات ولم أستطع أن أنسى هذا الرجل بالرغم أنه خطب بنتا أخرى، ولكن لا أريد أن أكون شريكة لعمرك وأنا أحبيت شخصا آخر. من الصعب أن أبقى معاك حفاظا على عمرك الصادق. المطلوب هو: أن البنت لازالت نظراتها إلي كلما أراها في الجامعة وكأنها تريد أن تقولي لي شيئا ماذا أعمل بالرغم أني أكاد أجن وكل أفكاري تذهب بعيدا حتى في الشرح، والبنت إذا حضرت داخل القاعة أرتاح جدا وإن غابت أتألم ويأتيني الاكتئاب الشديد؟ بالرغم أني تألمت جدا يوم أن وصلتني رسالتها بأنها لا تحبني. فهل أعرض عليها الأمر مرة أخرى أم ماذا أعمل؟ أم أبتعد عن هذا القسم الذي أصبح دمارا لمستقبلي التعليمي ومستقبل البنت؟ أم أقترح بأن يخرج أحدنا؟ أرجو منكم شاكرا ومقدرا الإجابة على سؤالي بكل تفصيل. فجزاكم الله ألف خير لما فيه الصلاح لشباب الأمة الإسلامية. وللعلم فإني شاب متدين وأتقي الله في نفسي وفي الناس الذين من حولي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما يعرف بعلاقة الحب بين الشباب والفتيات هو أمر لا يقرّه الشرع، وإنما المشروع في الإسلام أن الرجل إذا تعلق قلبه بامرأة، يخطبها من وليها الشرعي، ثم تظل أجنبية عنه حتى يعقد عليها.
فالواجب عليك قطع علاقتك بهذه الفتاة، والبعد عن أماكن الاختلاط الذي لا تؤمن معها الفتنة.
وإذا أمكنك أن تنتقل إلى مكان بالجامعة لا تتواجد فيه هذه الفتاة فبادر إلى ذلك قطعا لطريق الفتن والشر.
أما عن هذه الفتاة فإن كانت ذات دين، وكنت قادراً على الزواج، فلا حرج أن تخطبها من وليها مباشرة، وأما إن كنت غير قادر على الزواج، أو لم يتيسر لك الزواج منها، فعليك أن تجتهد لإزالة تعلق قلبك بها، وذلك بالاستعانة بالله، وقطع كل الأسباب التي تزيد هذا التعلق، وعدم الاسترسال مع الأفكار والخواطر، وشغل الأوقات بالأعمال النافعة، وللفائدة راجع الفتوى رقم: 4220.
والله أعلم.