عنوان الفتوى : هل يعتبر مرتدا من يتكاسل في أداء الواجبات الدينية

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا شاب في سن المراهقة التزمت بالدين، ثم تكاسلت. هل أعد مرتدا أم لا؟ أفيدوني؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله لك الهداية والتثبيت على الحق, ونحذرك من الوسوسة في أمر الردة لئلا تقع في الحكم على نفسك أو غيرك بالردة من غير موجب, والخطب شديد وليس بالسهل, فاعلم هداك الله أن من ثبت إسلامه بيقين لم يزل هذا الحكم عنه إلا بما دل الشرع على أنه ناقض من نواقض الإسلام والتي بينها العلماء وأطالوا الكلام فيها, وننصحك بمراجعة رسالة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله (نواقض الإيمان) والإكثار من القراءة في كتب العقيدة الصحيحة لعلماء أهل السنة والتي تعصمك -بإذن الله- من أن يقع عليك خلط في هذه المسائل الدقيقة, وليس كل من سار على طريق الاستقامة ثم ترك شيئا من فرائض الدين وسننه صار بذلك كافرا، إلا ما كان من خلاف العلماء في أمر ترك الصلاة, فبعضهم يرى كفر تاركها، بينما يرى الجمهور أنه لا يكفر بتركها. هذا والذي ننصحك به هو مزيد من الثبات في الدين والتمسك به, فإن الاستقامة هي سبب السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، ففي حديث ابن عباس الذي أخرجه الترمذي وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: احفظ الله يحفظك.

 ومما يعينك على المضي في طريق الاستقامة وعدم الاستسلام لما أصابك من الفتور، أو الكسل، كثرة دعاء الله عز وجل أن يثبت قلبك على دينه, وصحبة الصالحين وأهل الخير, وحضور مجالس العلم والذكر, والحرص على تعلم العلم النافع من أهله المعروفين به, ومجانبة المعاصي وأسبابها والتي هي أعظم قاطع عن الله عز وجل والدار الآخرة, وأن تزيد من الطاعات فإن الحسنات تلد الحسنات كما تلد السيئات السيئات, فمن ثواب الحسنة الحسنة بعدها, ومن عقوبة السيئة السيئة بعدها, وعليك بمجاهدة نفسك وألا ترخي لها العنان فيما تحب, وأكثر من النوافل بعد الفرائض فإن هذا طريق نيل محبة الله عز وجل, نسأل الله أن يهدينا وإياك سواء السبيل.

 والله أعلم.