عنوان الفتوى : نصرة المسلم إخوانه المستضعفين في غزة
شيخي الفاضل شهدت غزة في الأيام القليلة مجازر من قبل العدو اليهودي، أنا أريد أن أعرف كيف السبيل لأن ينصرنا الله على أعدائه و أعداء المسلمين من يهود و نصارى؟ كيف نستطيع أن نحقق ما حققه السلف الصالح من قبلنا مثلما نصر الله سبحانه المسلمين في بدر و في معركة القادسية وفي استرجاع بيت المقدس وغيرها من الأحداث، فبالرغم من قلة عدد المسلمين وعدتهم إلا أن الله سبحانه كان ينصرهم على عدوهم، أعلم أن الانتصار لا يقاس بالمعدات كما حدث يوم حنين، قال تعالى: لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ، بل بتقوى الله كما قال عز من قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ. فكيف نرجع للأمة هيبتها أمام بقية الأمم ولا نخضع لقتلهم لنا وتكبرهم علينا بل نرد عليهم ونكون لهم الند للند كما فعل هارون الرشيد رحمه الله، من هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم الجواب ما ترى لا ما تسمع؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما يجري في غزة هذه الأيام أمر خطير ووضع أليم يندى له جبين كل مسلم غيور على دينه لديه إحساس بالرابطة التي تربطه بهذه الأمة، وقد وجد من غير المسلمين فضلا عن المسلمين، لما فيه من الظلم البين والاعتداء الواضح.
ويجب على المسلم نصرة أخيه المسلم بما يستطيع، ومن لم يكن بإمكانه تقديم شيء من الدعم المادي فليقدم إليهم دعوة صالحة، فقد تفتح لها أبواب السماء ويحصل بها للمسلمين هناك الخير الكثير.
والرب الذي نصر المسلمين في بدر والقادسية وغيرها من معارك الإسلام حي قدير على نصرنا اليوم، والمنهج الذي تمسك به أولئك فنصروا لا يزال بين أيدينا، فلكي يتحقق للمسلمين موعود ربهم لهم بالنصر على أعدائهم فعليهم بالعودة إلى دينهم والتمسك به وجعله منهجا لحياتهم، ولمعرفة المزيد عن أسباب النصر وما هو مطلوب من المسلم تجاه أخيه المسلم نرجو مراجعة الفتاوى التالية أرقامها: 9225، 16428، 27216.
والله أعلم.