عنوان الفتوى : هل للمرأة منع زوجها الطبيب من السفر لعلاج مصابي الثورة السورية خوفا عليه
أنا متزوجة من طبيب جراح عظام وعندنا أطفال ومقيمة في مصر في محافظة بعيدة عن أهلي، وطلب من زوجي التطوع والسفر من أجل المصابين واللاجئين السوريين والعمل في مستشفى ميداني على الحدود التركية السورية، وأشهد الله أنني كنت مرحبة بسفره وكنت أرى فيه جهادا ونصرة للإسلام، وكنت أرى التخاذل والقعود عن ذلك فتنة: رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ ـ لكن بعد إطلاق النيران على الحدود التركية السورية وأنباء عن اشتعال حرب بينهم, خفت واستشعرت الخطر عليه وعلى نفسي وبناتي إن أصابه أذى وأسأل زوجي الآن عدم السفر وأخاف من غضب الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنصرة إخواننا المسلمين في سوريا وتفريج كروبهم ومدهم بشتى أنواع العون أمر مطلوب شرعا، وقد يكون ذلك متعينا، وانظري الفتويين رقم: 173401، ورقم: 177315.
وعلى كل تقدير، فلا ينبغي أن تحولي بين زوجك وبين التوجه إلى هنالك ما دام قادرا على مساعدتهم، خاصة وأن هذا التخصص الذي هو فيه مما قد يحتاجون إليه كثيرا، ولعل الله تعالى أن يجعل له في أهله وأولاده من الخير والبركة ما لا يقدر قدره، أو أن يدفع عنهم بسببه من السوء الشيء الكثير، والآجال والأرزاق بيد الله تعالى قدرها وكتبها قبل أن يخلق الخلق. ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 179785.
وإذا عزم على السفر إلى هنالك فالواجب عليه ترككم في مكان تأمنون فيه على أنفسكم، وقد يكون الأولى أخذكم للإقامة عند أهلك إذا أمكنه ذلك.
والله أعلم.