عنوان الفتوى : أوصت بحرمان ابنها من الميراث لأنه يسيء إليها
أنا الشقيق الوحيد لأختي من والدتي التي توفيت وتركت وصية تحرمني فيها من إرثها (نسبة لسوء معاملتها ولم أسمعها كلمة طيبة ولا لهجة حلوة)، كما تقول بالرغم من أنها تعفوا عني لوجه الله تعالى، وتوصي بكل ما لها مما تملك لشقيقتي الوحيدة، ولقد علمت أن لا وصية لوارث كما قال صلى الله عليه وسلم إلا إن أجازها بقية الورثة ولقد قال تعالى: وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ. صدق الله العظيم،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن سوء معاملة الوالدين كبيرة من أكبر الكبائر ومنكر عظيم يجب على العبد التوبة منه، ويكون الإثم أشد والذنب أعظم إذا كان ذلك في حق الأم خاصة، فقد أكد الله تعالى على حقها في محكم كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بما هو معلوم بالضرورة عند كل مسلم...
وفي ما يخص وصية والدتك بحرمانك من تركتها، فإنها وصية باطلة لا يعمل بها، ويجب تقسيم ما تركت على ما جاء في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فإذا لم يكن لها من الورثة غير ابنها وبنتها، فإن المال يقسم بينهما للذكر مثل حظ الأنثيين.
وأما الذي عليكم أن تكفروا به عن عمل والدتكم هذا وغيره فهو كثرة الدعاء لها والصدقة عنها، وحبذا أن تعملوا لها صدقة جارية مثل بناء مسجد أو حفر بئر... فقد روى مسلم وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له.
كما ننبه السائل إلى أن عليه أيضاً أن يفكر كيف يستطيع هو أن يكفر عن الإساءة إلى أمه مما جعلها توصي بحرمانه من تركتها؟ فعليه أن يبادر بالتوبة النصوح إلى الله تعالى وأن يكثر من الدعاء لوالدته ومن أعمال الخير لها وصلة رحمها.
والله أعلم.