عنوان الفتوى : حكم حضورالدروس العلمية قبل خطبة الجمعة
أود أن اسأل عدة أسئلة عن البدع وأرجو الرد بالسرعة الممكنة.1- هل الدرس الديني قبل خطبة الجمعة بدعة؟2- هل من يحضر هذا الدرس مثلا يكون آثما إذا كان الدرس قبل الخطبة بدعة؟3- هل يكون المسلم آثما إذا فعل بدعة وهو لا يعلم أنها بدعة؟4- أحيانا أخجل من بعض الأشخاص الذين يريدون مصافحتي بعد الصلاة، فهل أكون آثما إن صافحتهم أم هل يتوجب علي أن أمتنع وأنصحهم بأن يبتعدوا عنها لأنها بدعة؟ وجزاكم الله خير الجزاء.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد كره أهل العلم مدارسة العلم في المسجد قبل الخطبة يوم الجمعة لما ثبت في السنة من النهي عن التحلق قبل الجمعة، كما فصلناه في الفتوى رقم: 11806.
والنهي الوارد في الحديث للكراهة وليس للتحريم في قول جمهور أهل العلم، كما قال الشوكاني في نيل الأوطار، وبينا في الفتوى المشار إليها أن النهي وارد على ما إذا عم التحلق المسجد وغلبه، لأنه ربما قطع الصفوف مع كونهم مأمورين يوم الجمعة بالتبكير والتراص في الصفوف الأول فالأول. فإذا خلا الدرس من هذه الأمور وكانت فيه مصلحة راجحة في ذلك الوقت ولم يترتب عليه تشويش في المسجد فنرى أنه لا بأس به، وقد ثبت عن أبي هريرة أنه كان يحدث الناس قبل الجمعة حتى يخرج الإمام كما عند ابن أبي شيبة في المصنف ومثله عند الحاكم في المستدرك.
وفي حالة كراهة إقامة ذلك الدرس فلا يأثم من حضره عالماً بالنهي لأن المكروه في اصطلاح العلماء ما نهى عنه الشارع لا على وجه الإلزام بالترك، فيثاب تاركه ولا يعاقب فاعله.
وأما من فعل بدعة محرمة فإن كان عالماً بالتحريم ولم يفعلها مكرهاً ولا ناسياً وإنما فعلها متعمداً فهو عاص لله تعالى وآثم وتلزمه التوبة منها، وإن فعل البدعة جاهلاً بحكمها وكان مثله يجهل حكمها فنرجو أن لا إثم عليه وأنه يعذر بجهله، وانظر لذلك الفتوى رقم: 30284 في العذر بالجهل.
وأما المصافحة بعد السلام من الصلاة فقد بينا في الفتوى رقم: 29487 أنها بدعة وليست مشروعة.
ولكننا نفتي بأن من مد يده للمصافحة فنرى أنه لا يرد بل يصافح، ولا يأثم المصافح بذلك، ولكن يبين له بالحكمة أن هذا ليس من السنة، وأن كثيراً من البدع دخلت من هذا الباب، فيبدأ الناس بها غير معتقدين مشروعيتها، ثم ما تلبث حتى يعتقد الجهال مشروعيتها، وأنها سنة سيد المرسلين، ثم يتفاقم الأمر وينكر على من قال إنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا هو حال كثير من البدع المعاصرة.
والله أعلم.