عنوان الفتوى : هل يمكن أخذ الحق بالسرقة إذا عجزت عن أخذه بالحق
كنت أعمل عند قريب لي لمدة 7 سنوات, وكان هذا الشخص لا يعطيني راتبي بحجة أنني قريبته وظروفه متعسرة, في حين أنه يعطي جميع الموظفين راتبهم وبالزيادة, وكان مرارا ما يعدني بأنه سوف يعطيني جميع حقوقي ولكن حين ميسرة, ولكن دون جدوى, وعندما كنت أترك العمل لا يعطني أي مستحق لي إلا إذا رجعت وعملت عنده وآخذ دفعات وإلا لا يوجد لي أي مستحق لي, استمر الوضع لفترة رغم انه يعلم ظروفي، أني يتيمة الأب ومعاشي من والدي قليل وأنني أذهب إلى الأطباء باستمرار, إلى أن ضاق صدري بما يحدث فلجأت لأخذ مبالغ من ورائه ودون علمه إلى أن تعبت وضاق صدري أحس أني آكل حراما، بالرغم من أن هذه المبالغ من حقي وتركت العمل, وهو طلب أن أرجع للعمل وآخذ فلوسي على دفعات وهو الحل الوحيد وبالفعل رجعت للعمل وعملت بما يرضي الله ولا آخذ فلوسا إلا بإذنه، بدأ يتضايق عندما أطلب منه فلوسا فتركت العمل مباشرة حتى لا أكرر ما فعلته بالماضي، الآن انا في حيرة ماذا أفعل، إنني أخاف من عقاب الله وأن الأقارب لا يتدخلون لحل هذه المشكلة, والمبالغ الموجود عنده الآن وبعد، المبالغ التي أخذتها أكثر من 15000 جنيه وأقسم لكم أنه حين يعطيني فلوسي سوف أقول له عن الفلوس التي أخذتها منه، ولكن الآن هو لا يعطيني حقي بحجة ظروفه بالرغم من أن الجميع يشهد بظروفه المتيسرة، ولا استطيع أن أقول له عما أخذته منه، من فضلكم أفيدوني لكي يستريح ضميري ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما فعله هذا القريب مخالف للشرع الذي يدعو إلى إيفاء الأجير حقه قبل أن يجف عرقه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
وبخصوص أخذك من ماله مقابل ما لك عليه فإنه لا حرج عليك في ذلك إذا تعين طريقة للتوصل إلى حقك وهو ما يعرف عند الفقهاء بمسألة الظفر أخذا من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: دخلت هند بنت عتبة امرأة أبي سفيان على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني من النفقة ما يكفيني ويكفي بني إلا ما أخذت من ماله بغير علمه، فهل علي في ذلك من جناح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك ويكفي بنيك. رواه مسلم.
ولا يجب عليك إخباره بذلك، بل النصيحة أن لا تخبريه حتى لا يترتب على ذلك ضرر أكبر، لكن لا تأخذي إلا بقدر حقك، كما يمكنك الاستمرار في العمل إلى حين الحصول على مستحقاتك كاملة بالطريقة الممكنة,
وإذا لم تخبريه فالاحتياط أن تكفري عن قولك أقسم مراعاة لمن يرى انعقاد اليمين بها وهو أبو حنيفة وصاحباه والمالكية إذا نوى الحلف بالله.
والله أعلم.