عنوان الفتوى : الذكر والدعاء الجماعي عقب الصلاة ودعاء الفاتح لما أغلق
أنا شاب أقطن بالمغرب، وأود أن أرسل لكم صورة واضحة عما نقوم به بعد أداء الصلوات المفروضة - ما عدا صلاة العشاء - في المساجد. بعد فراغنا من الصلاة، 1- نقرأ آية الكرسي جماعة وجهرا. 2- نسبح 33 مرة و نحمد الله 33 مرة ونكبر 33 مرة، فردا وسرا. 3-ندعو الله بأحد هذه الأدعية : الدعاء رقم 1 : "اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين". الدعاء رقم 2 : "اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين". منا من يخرج مباشرة بعد انتهاء الصلاة زعما أن ما نقوم به بدعة، منا من يخرج بعد قراءة آية الكرسي جماعة، منا من يخرج عندما يبدأ الإمام بالدعاء رقم 1 أو الدعاء رقم 2، ومنا من يجلس حتى نكمل الدعاء. الأسئلة : 1- هل ما نقوم به بعد الصلوات المفروضة بدعة أم لا؟ 2- متى يجب أن أخرج من المسجد، هل بعد قراءة آية الكرسي أم بعد التسبيح والتحميد والتكبير أم بعد قراءة الدعاء جماعة؟ 3- هل إذا خرجت عند بداية الدعاء، ألن أكون ممن قال فيهم الله تعالى : "إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين". 4- هل علي حرج إذا كنت أدعو مع الجماعة سرا حتى لا أشوش على المسبوق؟ 5- إذا كان الدعاء مخ العبادة، هل يكمن أن يكون بدعة كذلك بعد الصلوات المفروضة؟ 6- أليس هذا من قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما معناه : من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها؟ 7- ماذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقوم به بعد الصلوات المفروضة؟ أرشدوني أعزكم الله، وجزاكم الله خير الجزاء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالتسيبح المشار إليه عقب الصلوات المفروضة سنة مستحبة، وكذلك قراءة آية الكرسي ما لم تكن جماعية أو بصوت مرتفع، وأما قراءة آية الكرسي بصوت جماعي فهذا عمل لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحابته الكرام ولا استحبه أحد من الأئمة الأربعة فهو عمل مبتدع، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد. متفق عليه. وفي لفظ: من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد. وكذا الدعاء الجماعي بصفة مستمرة يعتبر بدعة في الدين، ويتعين على المسلم أن يعبد الله تعالى على ما شرعه في كتابه وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا أن يتعبد على وفق هواه ومراده، والدعاء الثالث( ....الفاتح لما أغلق...) دعاء أحدثه المبتدعة كما بيناه في الفتوى رقم:31137، وهذه البدع لا تدخل تحت حديث من سن سنة.. لأن الحديث ورد فيمن سن –أحيا- سنة ثابتة شرعا أو عمل عملا مندرجا تحت ما شرعه الله تعالى وليس فيمن سن –أحدث- بدعة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطبة الحاجة: شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة.. والذي ننصح به أخانا السائل هو أن يأتي بالاذكار المشروعة بعد الصلاة، وليس فيها ذكر شرع جماعة، ثم هو مخير بين أن يخرج أو يجلس في المسجد ليقرأ القرآن أو نحو ذلك، وليحذر من مشاركة الجماعة المشار إليهم في بدعتهم، فإن البدعة شرها مستطير، بل ينبغي له نصحهم برفق وحكمة، وأن يبين لهم أن عملهم لم يرد فعله عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، وانظر الفتوى رقم:4817، عن الأذكار المشروعة بعد الصلاة والفتوى رقم:29016 ، حول معنى حديث من سن سنة حسنة والفتوى رقم:54717 ، حول الدعاء الجماعي عقب الصلاة.
والله أعلم.