أرشيف المقالات

مما عثرنا عليه في أضاميم (الرسالة):

مدة قراءة المادة : 7 دقائق .
الملك الثائر.
! للأستاذ عبد الرحمن شكري مقدمة: (هذه الأقصوصة تحتوي نزعتين: النزعة الأولى سخط النفس من شرور الحياة وآلامها، والنزعة الثانية تهوين أمرها على النفس، لأن رفض الألم رفض للسعادة؛ إذ الإحساس الذي يحس السعادة لابد أن يحس الألم.
ورفض الشرقي الحياة رفض للخير، إذ الخير في محاربة الشر، ولأن الرحمة نفسها التي تدعو إلى السخط ما كانت تكون لولا الشر.
والقصة هي قصة ملك عصى ربه وهبط إلى الأرض كي يدعو الناس إلى محو الشر فآذوه وألحقوا به كل شر، وخسر رضوان الله كما خسر رحمة الناس وعدلهم ومحبتهم.
والمراد العضة وتحبيب الحياة والثقة بالله)
. نُبِّئتُ أن ملاكا ثار من حزَنٍ ...
يسائل الله في خلق الرزيئات (قول الملك الثائر يناجي الله): تكلمَ الشر فأبعث منك هاتفة ...
من الجوامع تُرضى في المناجاة الأرض منبره وهو الخطيب بها ...
يدعو النفوس إلى هُوْج المطيَّاتِ فارحم مسامع لم تسمع نجِيَّكَ أو ...
نفساً لضوئك ترنو في الخصاصات وارحم عيونا إلى مرآك ظامئة ...
آبت من النحس في شك كليلات إذن أَعرْها لحاظاً منك صادقة ...
تدعو لها العيش محمود الصفيحات وابعث لنا حكمة مما خُصصْت به ...
فحكمة لك تُطفئ حرِ غُلاَّت ندري الوجودَ كما تدري الوجود بها ...
ونرتضيه بأرواح أبيَّات فما الخلود ولا الفردوس مِن أَرَبى ...
ولا كمالٌ لمعصوم السجيات حتى أرى الناس لا دمع ولا حزَنٌ ...
ولا شقاء بإجرام وغمَّات سأبلغ الأرض آسَى مثلما حزنوا ...
وأُبرئ الناس من جرح البليات إن الجهاد على النقص الذي طبعوا ...
عليه أفضل من عصم السجيات فالسيف أفضل مشهوراً وإن صدئت ...
بالصون ما درنت منه بإصْلاتِ (صوت من السماء): اهبط إلى الناس واندبهم إلى خلق ...
كما تشاء على تقوى وإخبات وارغب بهم عن شرور أنت ناقما ...
وداوِ ما استطعت كلْمَ المصمئلات أوردهُمُ الخُلُقَ الأعلى لعل لهم ...
إلى الدنيات طبعاً غير منصات فإن فشلت فلا غَرْوٌ فإن لنا ...
في الخلق حكمة مخبوء العلامات (مسعى الملك الثائر واضطهاد الناس إياه وفشله): سعى إلى الناس ساع نحو خيرهُم ...
يدرُّ للخير أرواحاً بكِيَّات فيا لسعدهم لو أنهم جَنَبوا ...
ما يجنب السعدَ من حرص المباراة عزيز عاداتهم للشر رائدهم ...
كم قدسوا العادَ تقديس الديانات تبغي المُحالَ فتبغي الخير أجمعه ...
هيهات لو عزِّيت نفس بهيهات كشَّفتَ عيب نفوس أنت ناصحها ...
فاحمل عن الخلق آلام الشقاوات ثارت به الناس كالأغوال يقدمهم ...
غليه كل عريق في الجهالات وحَّملوا خُلقَه من سوء خلقهم ...
وكم رموه بأدناس الراميات ومزَّقوه بأظافر كما خُضبتْ ...
فواتك الوحش من دامي الفريسات وعلَّقوهُ على جزْعِ وقيلَ له ...
اصعد كما رمت في مرقى السجيات ما راعه أن رأى الأشرار ترجمه ...
وإن توجَّع من وقع النكايات حتى إذا ما رأى الأبرار تظلمه ...
غرارةَ وانصياعاً للسِّعَايات بكى لبغض ذوي خير وما منيت ...
نفس بأوجع منه في العداوات من كل لحظ بضوء الخير مُنبعثٍ ...
يجدو عليه بتقطيب السخيمات تلك النفوس التي عاف السماء لها ...
وثار يُغضب جبار السماوات يُكفَّرُ الناس بالآلام قاطبة ...
عن الخطايا وعن شر الدَّنيَات وعن رضاء بعيش جلُّهُ نقمٌ ...
وعن ولوع بنعماء ولذات هم يعذرون بمدح الخير شرَّهُم ...
تكفير من لم يُطق هجر الخطيئات لسان بَرٍّ بثلب الشر منطلق ...
مثل الأفاعي وما قلب بعزْ هاةِ ما أنكر الناس شراً غير ضائرهم ...
أينكرون شهياتِ الغريزات (صوت من الجحيم: إبليس يتكلم): ناداه في النار إبليس فقال له: ...
هوِّن عليك ولا تُوْلَع بإعنات قد شاء ربك إن الشر عدته ...
في صيغة الخير في قَدْرٍ وميقات أنا الشقيُّ بما لم أجنه أبداً ...
من خلق نفسي ومن آثام زلاتي (قول الثائر الساخط): فقال ذو شقوة بالجذع منتصب ...
يكلمُ الله في نجوى السريرات أَنزلْ عليَّ شقاء الخلقِ قاطبة ...
وطهر الناس من ضَير الجريرات إن يظلموني فمن بالشر يجبلهم ...
أو يصلبوني فمن باري الجنايات هل يَعذرُ الشر أن الخير غايته ...
أم هل تهوَّن آثامٌ بغايات (مصير الثائر): فَخُلِّقتْ روحه كالطير سابحة ...
في الجو تنشد مخضرَّ النباتات طارت إلى الملأ الأعلى فما لقيت ...
لها قراراً ولم تظفر بمهُوَاةِ لا في الجحيم ولا الفردوس مسكنها ...
حيرى المسالك من فقد القرارات ترى الملائك حول العرش آسية ...
تاسى الملائك من أثم وزلات (صوت من السماء) يا ناقم الشر هلا كنت مُضْطلعاً ...
بالجزع والصلب قبل الكارث الآتي عصيت ربك في كبر وفي جهَل ...
لما بَرْمت بإيلام الملمات الخلْقُ للخلق ربح لو فطنت له ...
كمغنم الحي من أسلاب أموات والشر والخير لا يُرْجى افتراقهما ...
فارفض إذا اسطعت نعمائي ولذاتي حتى العقول وحتى الفضل اجمعه ...
ولذة النفس في بذل المروءات ومُرتضى الخير لو يسعى إلى دتس ...
لَباَء منه بإخلاف العلالات ومرتضى الزهد مسعود بعفته ...
ولذة المنع إنماء الخيالات برحمة قد نماها الشر تنقمه ...
ورحمة المرء من وخز المصيبات أن كان سخطك خيراً في مراحمه ...
أجزت خلْقي بأرواح رحيمات فالشر للخير مردود وان أَسيت ...
منه النفوس بأنَّاتٍ وآهات وباحث سِرَّ عيش غير مُدركه ...
كالطفل ينشد أفلاك السماوات عبد الرحمن شكري

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢