جهادنا أم إجرامكم - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
قالوا أن الإسلام دموي: بينما هم احتلوا البلاد استعبدوا الأحرار واستباحوا الدماء حتى وصل بهم الإجرام إلى إبادة مدن بأكملها بالقنابل النووية .. فلما وجدوا أهل العقيدة الإسلامية سدًا منيعاً ضد ظلمهم وكلما حاولوا استعبادهم أعلنوا لهم عن عقيدة الجهاد ..قالوا: الإسلام عنيف.
يذكرني هذا بمشهد لامرأة تقتل طفلة وتقول: "ابنة الحرام عضتني وأنا أقتلها".
تأمل:
الإسلام دين دعوة وعقيدة يحارب لإعلاء كلمة الله وإن عاد الكافر عن عناده وتاب ودخل في دين الله فله ما للمسلمين وعليه ما عليهم ..
بمجرد توبته ..الإسلام لم يطمع منه في شيء وإنما يريده لله.
و لما شرع جهاد الطلب أوضح الله السبب ...
حتى لا تكون فتنة ..
حتى لا يعم الشرك والكفر بعناد الكافرين وصدهم عن سبيل الله ..وليس طمعاً في فتات أيديهم.
قال تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأوَّلِينَ .
وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ .
وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ } [الأنفال:38-40]. قال السعدي في تفسيره: "هذا من لطفه تعالى بعباده لا يمنعه كفر العباد ولا استمرارهم في العناد، من أن يدعوهم إلى طريق الرشاد والهدى، وينهاهم عما يهلكهم من أسباب الغي والردى، فقال: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا} عن كفرهم وذلك بالإسلام للّه وحده لا شريك له.
{يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ} منهم من الجرائم {وَإِنْ يَعُودُوا} إلى كفرهم وعنادهم {فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأوَّلِينَ} بإهلاك الأمم المكذبة، فلينتظروا ما حل بالمعاندين، فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون، فهذا خطابه للمكذبين، وأما خطابه للمؤمنين عندما أمرهم بمعاملة الكافرين، فقال: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ} أي: شرك وصد عن سبيل اللّه، ويذعنوا لأحكام الإسلام، {وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} فهذا المقصود من القتال والجهاد لأعداء الدين، أن يدفع شرهم عن الدين، وأن يذب عن دين اللّه الذي خلق الخلق له، حتى يكون هو العالي على سائر الأديان.
{فَإِنِ انْتَهَوْا} عن ما هم عليه من الظلم {فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} لا تخفى عليه منهم خافية.
{وَإِنْ تَوَلَّوْا} عن الطاعة وأوضعوا في الإضاعة {فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى} الذي يتولى عباده المؤمنين، ويوصل إليهم مصالحهم، وييسر لهم منافعهم الدينية والدنيوية.
{وَنِعْمَ النَّصِيرُ} الذي ينصرهم، فيدفع عنهم كيد الفجار، وتكالب الأشرار.
ومن كان اللّه مولاه وناصره فلا خوف عليه، ومن كان اللّه عليه فلا عِزَّ له ولا قائمة له".