عنوان الفتوى : مسائل حول اليهود والنصارى ورد العدوان في الإسلام
لقد دار حديث بيني مع جماعة من المسيحين حول بعض أمور ولم أجد جوابا عندي لهم فأرجو أن تهدوني إلى الجواب السليم ولكم كل الشكر.. من هم الكفار حيث ذكروا لي أن المسيحين واليهود هم كفار كما جاء في القرآن الكريم وحيث قلت لهم إن هذا غير صحيح وقالوا لي اسأل الشيوخ، من حيث النسخ والمنسوخ حيث قالوا لي أيضا إن الفرق بين المسيحية والإسلام هو أن الإسلام يعلن أنه نسخ جميع المذاهب التي سبقته وأماالمسيحية فإنها لم تنسخ أي شيء جاء قبلها حيث قال السيد المسيح جئت لكمل ولا لنقد، وأيضاً المحبة عند المسيحية تدعو إلى محبة الجميع من أقارب وأعداء حيث كتب عندهم أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم.... أما فى الإسلام يدعو إلى مقابلة الإساءة بإساءة مثلها كما جاء فى الآيه 40 من سورة الشورى والبقرة 194 وفصلت 35 وغيرها، من هم المؤمنون... فأرجو إرشادي؟ ولكم كل الشكر والاحترام.
خلاصة الفتوى:
اليهود والنصارى كفار، وديانة عيسى فيها نسخ لبعض ما جاء به موسى، وإباحة الإسلام رد العدوان مع الحض على الصفح تعتبر من محاسن الإسلام.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن اليهود والنصارى كفار لقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ {البينة:6}، ولقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً* أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا {النساء:150-151}، ثم أن عيسى عليه السلام جاء بنسخ كثير مما سبقه في شريعة موسى عليه السلام، فقد جاء بإحلال بعض ما كان محرماً في شريعة موسى، ويدل لذلك قوله تعالى: وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ {الزخرف:63}، وأخبر تعالى عن عيسى أنه قال: وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ {آل عمران:50}.
وقد ذكر ابن كثير في التفسير أن الأصح والمشهور عند أهل العلم أن الإنجيل نسخ بعض أحكام التوراة، وذكر ابن حجر في الفتح مثل ذلك، وقد مثل ابن الجوزي والشوكاني في تفسيريهما لما جاء عيسى بنسخ من أحكام التوراة بإباحة لحم الإبل والصيد يوم السبت وأكل الشحم.
وأما إباحة الإسلام رد اعتداء المعتدي فهذا من محاسن الإسلام وواقعيته مع أنه رغب في الصفح والعفو، ولكنه لم يلزم به ففي آية فصلت حض على الصفح ودفع الإساءة بالإحسان، وكذا في الشورى كما هو واضح لمن تدبر الآيات. هذا، وننبه إلى أنه لا ينبغي الخوض والجدل مع الكفار إن لم تكن متسلحاً بالعلم الشرعي فتعلم من العلم ما تحتاج إليه في أمورك الدينية. وراجع في تعريف المؤمنين وفي المزيد عما تقدم وبيان كون الإسلام هو الدين الحق الفتاوى ذات الأرقام التالية: 34585، 18073، 2924، 38873، 54711، 71308، 76473، 27308، 60223.
والله أعلم.