فوائد متنوعة منتقاة من بعض الكتب (11)
مدة
قراءة المادة :
5 دقائق
.
فوائد متنوعة منتقاة من بعض الكتب (11)الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فهذه المجموعة الحادية عشرة من الفوائد المتنوعة المنتقاة من بعض الكتب، وقد ذكرت في نهاية كل فائدة اسم الكتاب الذي نقلت منه، أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
ما يبغض شيخ الإسلام ابن تيمية إلا جاهل، أو صاحب هوى:
قال الحافظ ابن ناصر الدين: لقد صدق العلامة الإمام.....محمد بن عبدالبر يحيى السبكي الشافعي رحمه الله، حيث يقول لبعض من ذكر له الكلام في ابن تيمية، فقال: والله يا فلان، ما يبغض ابن تيمية إلا جاهلٌ، أو صاحب هوى، فالجاهل لا يدري ما يقول، وصاحب الهوى يصُدُّه هواه عن الحق بعد معرفته به؛ [الرد الوافر على من زعم بأن من سمى شيخ الإسلام كافر].
خير الكتاب المختوم، وخير العتاب المكتوم:
قال الإمام محمد بن إبراهيم الوزير رحمه الله: جاءتني رسالة محبرة...زعم صاحبها أنه من الناصحين المحبين...جاءتني تمشي الخُطَراء، وتميس في محافل الخُطَراء، مفضوضة لم تختم، مشهورة لم تكتم، متبرِّجة فد كشف حجابها، وطرحت نقابها، وطافت على الأكابر، وطاشت إلى الأصاغر، حتى مضَّت أيدي الابتذال نُضَارتها، وافتضَّت أفكار الرجال بكارتها، وإن خير النصائح الخفي، وخير الكتاب المختوم، وخير العتاب المكتوم؛ [الروض الباسم].
لا يقدم على الأمر بالمعروف إلا من جعل نفسه هدفًا للحتوف:
قال الإمام البقاعي رحمه الله: اعلموا أيها الإخوان الذين هم على البرِّ أعوان- حفظكم الله ورعاكم، وصانكم من كل سوء وحماكم- أنه لا يقدم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا من جعل نفسه هدفًا للحتوف، وتجرع مرّ الكلام ما هو أمرُّ من السهام، فإن الناهي عن المنكر يعاني الهوان الأكبر، بمعاداة كل شيطان من الإنس والجانّ، يقوم عليه الجيلان، ويرشقه بسهام الأذى القبيلان، شياطين الإنس ظاهرًا بالمقال والفعال، وشياطين الجن باطنًا بما يوحون إليهم من الضلال؛ [تحذير العباد من أهل العناد ببدعة الاتحاد].
التحذير من السفر لبلاد اليونان:
قال الشيخ علي بن عبدالعزيز الشبل: يجب التنبيه والتحذير من السفر إلى تلك البلاد؛ لأنه ما زالت باقيةً معالمُ تلك الأمة الوثنية في معابدها وملاعبها وتماثيل آلتها ومساكنها ومواطن أعيادها، كما أن المتأخرين منهم قد اعتنوا بذلك وعدُّوه تراثًا وآثارًا مهمة لهم، فحفظوها في متاحفهم وأماكن خاصة ليرتادها الناس لا سيما السياح منهم، حيث بلاد اليونان من أكبر مراكز الاستقطاب السياحي في العالم ولو لم يكن في ذلك إلا الحذر من قوله صلى الله عليه وآله وسلم في أمثالهم قوم ثمود، كما في الصحيح: ((لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم ما أصابهم))، هذا فضلًا عن حماية جانب العقيدة وكمالها من ضدها وضد كمالها الواجب من أن يتطرق إليه شيء من آثارها أو تعظيمهم والإشادة بهم واعتقاد تقدمهم ومعرفتهم، نسأل الله العفو والعافية؛ [الآثار العقدية للوثنية اليونانية].
الخير في النظر في الحديث والأثر:
قال قوام السنة الإمام الأصبهاني رحمه الله: قال ابن أبي عاصم: رأيت الحديث يحث على الزهد في الدنيا، والرغبة في الآخرة، والتأسي بالصالحين، والاقتداء بالأولياء والأصفياء، ويندب إلى الورع، وترك ما يريب المرء إلى ما لا يريبه، والرأي يحث المرء على ترك ما لا يريبه إلى ما يريبه إلا ما شاء الله؛ [الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة].
السؤال بوجه الله:
قال الصغدي بن سنان: حدثني أشعث قال: دخلت على القاسم بن محمد رحمهم الله في حائط له، وكان يبغضني في الله، وأحبُّه فيه، فقال: ما أدخلك عليَّ؟ أخرج عني.
قلت: أسألك بوجه الله لما جذذت لي عذقًا، قال: يا غلام، خذ له عذقًا، فإنه سأل بمسألة لا يفلح من ردّه؛ [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للإمام اللالكائي].
من طلب الكمال فإنما يطلب المحال:
قال الشيخ فالح بن مهدي آل مهدي رحمه الله: إنني أؤمن بأن ما لا يدرك كله لا يترك جُله، ولئن قال الأوائل: "المؤلف مثل المكلف لا يخلو من المؤاخذة، ولا يرفع عنه القلم"، وقالوا: "من ألف فقد استهدف وأصَمَّ آذانًا وإن كان لغيرها قد شنف"، لئن قالوا هذه المقالة وأمثالها، فإنهم أيضًا بلسان المقال أو بلسان الحال يقولون: من تخوف ما ألَّف، ومن طلب الكمال فإنما يطلب المحال؛ [التحفة المهدية شرح التدمرية].