عنوان الفتوى : ما الأدلة على أن السياسة جزء لا يتجزأ من الدين؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ما هي الأدلة من القران والسنة وأقوال العلماء على أن السياسة جزء لا يتجزأ من الدين؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن المراد بالسياسة ما يتعلق بنظام الحكم، وتدبير شؤون الدولة، والتعامل مع الدول الأخرى، والضوابط الشرعية لهذا الباب، وهي بهذا الاعتبار جزء من الدين بلا ريب، فإن حق التشريع والحكم في الإسلام لا يكون إلا لله تعالى، وهذا الأصل ـ وهو حق التشريع ـ ليس من مسائل الفقه، أو الفروع، بل هو من مسائل التوحيد، والإيمان، وقواعد الإسلام، والأدلة على ذلك في كتاب الله تعالى مستفيضة مشهورة، منها قوله تعالى: إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ {الأنعام: 57}، وقوله تعالى: إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ {يوسف: 40}، وقوله تعالى: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ {الشورى: 10}، وقوله تعالى: وَيَقُولُونَ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ * وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ {النور: 47ـ 52}، وقوله سبحانه: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا {النساء:60}، وقوله عز وجل: فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا {النساء: 65}.

وراجع الفتويين رقم: 80391، ورقم: 95628.

ويحسن بالسائل أن يرجع إلى كتب الأحكام السلطانية، وكتب السياسة الشرعية، التي ذكرنا بعضها في الفتوى رقم: 34878.

وكذلك كتاب التراتيب الإدارية للكتاني، وراجع للأهمية أيضًا الفتويين رقم: 163015، ورقم:  232918، وما أحيل عليه فيهما.

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
الإجابة عن بعض النقاط الواردة في حوار حول أحداث مصر
لا فصل في الإسلام بين الدين والسياسة
فصل السياسة عن الدين.. رؤية شرعية
لا تعارض بين مشروعية الجزية وعدم الإكراه في الدين
إيضاحات حول مسألة خروج الحسين رضي الله عنه
كيفية حصول تنازع بين الرعية والحاكم دون الخروج عليه
قتل سفراء الدول الكافرة في بلاد المسلمين محرم شرعًا
الإجابة عن بعض النقاط الواردة في حوار حول أحداث مصر
لا فصل في الإسلام بين الدين والسياسة
فصل السياسة عن الدين.. رؤية شرعية
لا تعارض بين مشروعية الجزية وعدم الإكراه في الدين
إيضاحات حول مسألة خروج الحسين رضي الله عنه
كيفية حصول تنازع بين الرعية والحاكم دون الخروج عليه
قتل سفراء الدول الكافرة في بلاد المسلمين محرم شرعًا