عنوان الفتوى : وساوس لا يقع بها طلاق
أرجو أن يتسع صدركم لسؤالي يا فضيلة الشيخ. أنا رجل عقدت على فتاة صاحبة خلق و دين منذ 3 أشهر ولم يحصل دخول بعد. و منذ ذلك ابتليت بالوسواس القهري في الطلاق. الأفكار في الطلاق تلازمني ليلا و نهارا, و لا أبالغ إذا قلت أني أراها أحيانا في منامي. أحس باللفظ (الطلاق) يجري على لساني حتى وأنا لا أتكلم فأصبحت أعض لساني حتى لا أتفوه بشيء أو أردد ذكرا معينا باستمرار (كالصلاة على رسول الله, أو التعوذ بالله من الشيطان الرجيم). ولكن الوساوس لم تتركني. فإذا تنحنحت أو بلعت ريقي أحسست بأن الكلمة تتردد في رأسي وتتوافق مع بلع ريقي مثلا. وإذا تكلمت مع زوجتي أخاف من أن أقول كلمة قد تعني الطلاق وتتردد الأفكار فأخاف كثيرا. أحيانا أريد أن أبعث برسالة لها لأقول لها مثلا "أنت حبيبتي" , فيخطر في نفسي "أنت ...." و لا أعود أتذكر أتحرك بها لساني أم أنها ظلت حبيسة أفكاري، وأحيانا أخرى أجدني أفكر و أتخيل مواقف قد تحصل بيني وبين زوجتي وتأخذني الوساوس وينتهي الأمر بأن أجد نوعا من الجفاء تجاه زوجتي، وأجد كلمة الطلاق تريد أن تخرج مني فأحاول جاهدا دفع الفكرة وأحيانا أجدها تتردد ولا أعرف أنطق بها لساني أم لا. أحس بلساني يتحرك لكني لست أدري أن أردد هذه الخواطر أم أنها تهيؤات وأبدأ فورا بالاستغفار ولكن الوساوس لا تنفك عني. كلما أحسست بأي تصرف خاطئ من زوجتي مهما كان سخيفا أجد فكرة الطلاق تراودني رغم أني والله أحب زوجتي و أتمنى أن نكون زوجين صالحين .. في إحدى المرات كنت أحاول أن أقنع نفسي بأن ما يأتيني إنما هو حديث نفس ولا يتحرك به لساني فإذا بي أحاول كلمة الطلاق في نفسي ولكن لساني تحرك بها فعلا ولكن دون أن أسمع شيئا، كما أنني في مرة كنت أردد كلمات عالقة في ذهني تقول "أكرهها" و سألت شيخا فقال لي إن هذه من كنايات الطلاق, فما عدت لذلك أبدا. و اليوم وجدتني أرددها رغم علمي بأنها من كنايات الطلاق ففزعت كثيرا، توجهت لطبيب نفسي فقال إن هذا مرض نفسي يدعى (الوسواس القهري). فوصف دواء قال لي إن علي أن أسأل عالما ليفتيني في هذه المسائل، فأرجو من فضيلتكم أن توضحوا بنوع من التفصيل الحكم الشرعي، فأنا والله أعيش في كرب عظيم. بارك الله فيكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس فيما ذكرت أخي ما يحصل به الطلاق، وغاية ما فيه أنه وساوس وخواطر شيطانية، وقد سبق لنا ردود كثيرة على من ابتلاهم الله بهذا المرض، ونحيلك على الفتوى رقم: 104769.
وانظر نصائح مفيدة في علاج الوساوس في الفتوى رقم: 79891.
شفاك الله وعافاك، وأرشدك وهداك.
والله أعلم.