عنوان الفتوى : حقوق المطلقة قبل الدخول
أنا عندي مشكلة كنت أريد أن أحكي لحضراتكم عليها وهي أنه تم عقد قراني على فتاة منقبة ومن عائلة متشددة في الدين أكثر من اللازم، وبعد العقد تم جلوسي مع الفتاة يومين فقط ثم سافرت مع أهلها وأنا طول فترة السفر تعبت جدا و لم أقدر أن أسافر لها لعدم استقرارى بعمل و لقلة دخلي و طول المدة أدت الى اكتئاب نسبي و ليس من السفر فقط بل من طريقة أسلوبهم فى الكلام معي كنت أتعقد من الحياة المغلقة التى يعيشونها، وأنا بالتأكيد نشأت مع أهلي حياة مفتوحة عادية لأن الدين يسر و ليس عسرا، يعني هم تدخلوا في حياتي وكانوا يريدون مني أن أترك التليفزيون و أنغلق عن كل حاجة، أنا بصراحة لم أقدر أتحمل ذلك حاولت أن أكتب للفتاة شروطا لتتوافق معي دون جدوى و حاليا الموضوع منتهي و الحمد لله، ومع العلم تم دفع مهر 6000 جنيه و كتبت وصل أمانة ب 5000 مبلغ آجل، ومع العلم أيضا أننى كنت أريد خطوبة فقط ووالدة الفتاة أصرت على كتب الكتاب دون رغبتي فى قرار كتب الكتاب فهل يكون هذا الزاوج تم بالإجبار، وهل من حقى استرجاع المبلغ لي أم لا، و هل ذلك الزواج باطل أم لا. أرجو الإفادة و أنا منتظر ردكم. تكملة لسؤالي: بعد عقد القران على فتاة منتقبة والتي هي من عائلة متشددة وزائدة في الدين أكثر من اللازم، ذات الدين المعقد الدين الحنبلي المتطرف غير إسلامنا الحنيف السهل، المهم أنا بعد ما فترة ما قبل الطلاق زادت و الفتاة لم تطلق بعد حتى الآن وأصبحت أنا و الفتاة هي فى السعودية و أنا في مصر في مدة حوالي سنة و نصف، و لم نرى بعضا حتى الآن و البنت لازالت مكتوبا كتابها، وكل هذه المدة للأسف بعد رفضي لهم، لكن بعد ما المدة زادت والبنت حاليا زوجتي ومحرمة علي و لم أعرف كيف آخذها من أهلها لأن أهلها أناس ظالمين جدا، ظلموني أنا و البنت، أنا بالتأكيد تغيرت كما قال الله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )صدق الله العظيم، حاولت بعد ما كنت رفضت الفتاة، حاولت أن أعود لها ثانيا وقلت الإسلام دين متسامح والمفروض أنهم إذا يتقوا الله و يفرحوا لبنتهم و المياه تعود لمجاريها، للأسف الشديد هذه العائلة أثبتوا انهم سلبيون جدا و فعلوا معي حركات كما البعض يطلق عليها "نمردة" وكل الذي فى عقل والدة الفتاة أنها تريد نصف المهر لابنتها فقط وهي عارفة جيدا أنني محتاج لزوجة و حاليا أنا لوحدي في المنزل، لا يوجد شخص حاس بي مطلقا، والمستغرب له أن لي زوجة في السعودية و لم تقف بجانبي في وقت الشدة ... ... فما العمل أستاذى الفاضل هل بعد هذا الكلام يكون من حقي المهر أم لا ؟ أو هل من الممكن أن يتم رجوعي للفتاة أم لا ؟ أو أطلقها و عوضي على الله في المبلغ الذى نصبوا علي فيه ؟ أنتظر ردك بمشيئة الرحمن ...ملاحظة :- كنت أريد أن أقول لحضرتك بأن والدة الفتاة قالت علي كلمة مراهق و أنا متزوج لابنتها فهل تعتبر آثمة أم لا ؟ ويا أستاذى الفاضل الحكاية طويلة جدا وإن كنت ترغب في جلسة أنا وحضرتك أنا مستعد والمطلوب من حضرتك ترك رقم المحمول الخاص بك و نتفق على مقابلة لحل ذلك الموضوع الغريب جدا لعل الله يكرمنا للخير... وجزاكم الله كل خير ... والموضوع ممكن يدخل الرأي العام، والمشكلة تحكم وسيطرة والدة الزوجة فى كل شيء الذى، تلك الطريقة تجعل الزواج يفشل ولا بد من وضع قانون صريح يوقف تدخل والدة الزوجة في حياة الشخصين المقبلين على الزواج و المشكلة أن الفتاة للأسف لم يكن عندها شخصية مستقلة خاصة بها وهى متحيزة لكلام والدتها و لم تعرف تتكلم مطلقا ووالدتها تغطي عليها، تقريبا الوضع المتشدد هذا جعل الفتاة فى كبت ونفسية صعبة جدا ... فما العمل أستاذى الفاضل هل بعد هذا الكلام يكون من حقي المهر أم لا ؟ أتمنى أن تنشروا هذه المشكلة لدار الإفتاء المصرية لحل هذا الموضوع الغريب جدا و لكم جزيل الشكر وجزاكم الله كل خير ...
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبداية نوجه للأخ كلمة حول ما صدر منه من عبارات مثل قوله (الدين المعقد الدين الحنبلي المتطرف..) وأمثالها.
فنقول: إن مذاهب أهل السنة الأربعة ومنها مذهب إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله قد أجمعت الأمة على احترامها وإجلالها واتباعها، فلا يجوز أن يوصف واحد منها بما ذكر السائل، وقوله خرق لإجماع الأمة، وشذوذ عن طريق المؤمنين، قال الله تعالى: ........... وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا.{النساء:115}. فعليه التوبة إلى الله من هذا القول المنكر الشنيع.
وأما قوله عن الناس المذكورين بأنهم منغلقون ومتشددون ونحو ذلك، فنقول: إن الميزان الحق الذي يحكم به على الناس وأعمالهم، هو ميزان الشرع الذي لا شطط فيه ولا جور، فما وافق الشرع فهو صحيح ومن الدين، وما خالفه فهو الخطأ، والتطرف ..إلخ. أما أن نجعل من عادتنا وما ألفناه ميزانا نحكم به على الناس بغض النظر عن موافقته للشرع أو مخالفته، فهذا لا يصلح ميزانا، ولا يقبل حكما.
وجوابا على سؤاله نقول: إن المرأة إذا طلقت قبل الدخول بها فإن لها نصف المهر المعجل والمؤخر، إلا إذا عفت وتنازلت عنه أو تنازل لها الزوج عن النصف الآخر، لقوله تعالى: وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ {البقرة:237}
ولا يقال إن الزواج قد تم بالإجبار في الحالة المذكورة، إذ الإجبار المعتبر شرعا يشترط له شروط سبق بيانها في الفتوى رقم 54230.
وإذا كان النشوز من قبل الفتاة، ولم ترض بالانتقال إلى الزوج بعد دفعه كامل مهرها المعجل، وليس لذلك سبب معتبر شرعا فللزوج عضلها حتى تنتقل إليه، أو تفتدي منه وتتنازل عما أعطاها من مهر، والفصل في ذلك عند القاضي الشرعي إذا لم يحصل صلح بينكما.
وأما كلمة مراهق فإنها تعني من قارب البلوغ ولم يبلغ، وليس في إطلاقها على شخص إثم، إذ ليست قذفا أو سبا، لكن يأثم قائلها إذا أراد بها ذلك، فإنما الأعمال بالنيات، وعلى كل فلا تؤثر في الحكم المذكور: وجوب نصف المهر إن حصل الطلاق.
وللعلم فإن هذا الموقع تابع لوزرة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر، ولا علاقة له بدار الإفتاء المصرية.
والله أعلم.