عنوان الفتوى : المسارعة إلى التوبة والحذر من القنوط من رحمة الله

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

بإختصار وكي لا أطيل أنا امرأة محملة بالذنوب فعلت الكثير والكثير من المحرمات ارتديت الحجاب في لحظة إيمان قوية ثم خلعته وخنت زوجي مرتين في المرة الثانية كنت أعاشر من خنت زوجي معه كما أعاشر زوجي، أعلم بأن زوجي يعاملني بقلة قليلة جداً من الاهتمام مع أنه يقوم بحقي كزوجة فأنا أعمل لكي أصرف على نفسي وعلى المنزل وعلى ابني لكن في مرات كثيرة كان يقسو علي بالكلام ويستفزني كثيراً حتى أنني مؤخراً تهجمت عليه بالضرب ولكنه ضربني أنا نادمة جداً على ما فعلت بحياتي من ذنوب، فهل كل ما يحصل معي هو من عمل الشيطان فأنا كنت إنسانة ملتزمة حقاً بمنزلي وباحترام زوجي وبديني ولكن لا أعلم لماذا أفعل كل ما أفعل مع أن زوجي في كثير من المرات هو حنون وصاحب دين وإيمان قويان، فأرجوكم أفيدوني هل إذا توقفت عما أفعل بدون رجعة تعتبر توبة ويتوب الله علي بإذنه تعالى وكيف أستطيع أن أحننه علي لأنه قال لي بعد أن تهجمت عليه بأننا سنتعامل بشكل رسمي لأن لدينا طفلا ولكن أنت فعلياً انتهيت من حياتي ولن أسامحك مهما فعلت، فأرجوكم دلوني ماذا أفعل فأنا أتخبط كمن مسه الشيطان؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

خلاصة الفتوى

يجب على السائلة أن تتوب إلى الله تعالى فوراً قبل فوات الأوان من جميع المعاصي التي ارتكبتها سابقاً من الفواحش والسفور وغير ذلك، ولتعلم أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، ولتحذر من اليأس والقنوط من رحمة الله تعالى، فإن الله يغفر الذنوب جميعاً لمن تاب منها توبة صادقة وتوبتها إلى الله تعالى ومعاملتها لزوجها بالتي هي أحسن هي أنفع علاج لقساوة زوجها المتوقعة وأقوى سبب لإرجاعه لحالته الطيبة معها، واطلبي من زوجك المسامحة والعفو ولا تصرحي له بما حصل منك مطلقاً.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلمي أنك قد وقعت في ذنوب عظيمة ومعاصٍ كبيرة وفواحش مقيتة، لكن ذلك لا يسد باب التوبة عليك فالذنوب وإن عظمت فعفو الله أعظم ورحمته أوسع وقد قال سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}، وفي الحديث القدسي: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، ياا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك... إلخ. رواه الترمذي وحسنه.

فباب التوبة مفتوح فتوبي إلى الله واستغفريه يغفر لك، وشرط التوبة الندم على فعل المعصية والإقلاع عنها وتركها والعزيمة أن لا يعود المرء إليها، وانظري الفتوى رقم: 5074، والفتوى رقم: 1940.

وبما أن خطأك كان في حق المخلوق الذي من تمام التوبة منه التحلل من صاحبه وطلب المسامحة منه بما أن الأمر كذلك، فعليك أن تطلبي من زوجك المسامحة والعفو لما أخطأت في حقه به، ولا تصرحي له بخيانته بل استري على نفسك واستتري بستر الله عليك.

 وسبب ما أنت فيه هو ضعف الإيمان والبعد عن الرحمن فأقبلي على الله عز وجل وأريه من نفسك خيراً وصدقاً، وأصلحي حالك مع زوجك بالسمع له والطاعة والتودد إليه والتبعل له، فلعله إذا رأى ذلك منك غير رأيه وترك ما عزم عليه.

 وإن كان لفظه كناية تحتمل الطلاق وغيره فإن كان نوى به الطلاق فهو طلاق وإن لم يكن نوى الطلاق وإنما تغيير سلوكه معك وهو المتبادر فليس طلاقاً وعصمة الزوجية باقية، ونرشدكما إلى جملة من الأمور تعين بإذن الله على حل المشاكل والخلافات الزوجية بيناها في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 4180، 50547، 93858، 53593، 58597.

كما نرجو منك مراجعة الفتوى رقم: 3859 والفتوى رقم: 5181 فقد بينا فيهما حكم عمل المرأة ما يجوز منه وما لا يجوز مع التنبيه إلى أن نفقتك ونفقة ولدك وسكناكما هي على الزوج لا عليك.

والله أعلم.