عنوان الفتوى : حق الأم باق وإن أساءت لولدها

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا سيد لي 38 سنة أعاني من مشكلة عويصة فأمي ولدتني من سفاح ورمت بي لعائلة لتربيتي. المهم ليس لي مع أمي أي رابطة حب فأنا لا أحبها بل أكرهها لأنني أعتبر نفسي إنسانا ناقصا كثيرا ومعقدا وهذا كله بسبب خطيئتها اللعينة. أنا الآن في درجة مرموقة في المجتمع والكل يحترمني لأخلاقي والحمد لله, المشكلة هي أنني أذهب لزيارة أمي وأعطيها المال وذلك خوفا من عذاب ربي فقط إلا أنني أخفي عن الناس أن هذه السيدة أمي لأنني أخاف من احتقار الناس لي فالكل يظن أن المرأة التي ربتني هي أمي الحقيقية إلا زوجتي فهل أعتبر أنا مرتكبا لحرام ؟و

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس من شك في أن ما قامت به أمك من السفاح، ومن رميك لعائلة لتربيتك، وقطع أية صلة بك يعتبر آثاما كبيرة.

ومع هذا فإن حقها كأم باق، فقد أوصى الله بالوالدين، وأمر بمصاحبتهما بالمعروف ولو جاهدا الابن على أن يشرك بالله. قال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ* وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ. {سورة لقمان15،14}

فتب إلى الله من طريقتك في معاملة أمك، فإنها منافية للمصاحبة بالمعروف.

كما أن المرأة التي ربتك إذا لم تكن قد أرضعتك أو أرضعتك امرأة تجر لها المحرمية، فإنه لا يحل لك لمسها ولا الخلوة بها أو ببنتها...

وأما عن سؤالك الثاني، فقد بينا من قبل اختلاف أهل العلم فيه، وأن الراجح هو مذهب الجمهور في أن الولد لا ينسب لأبيه من الزنا ولو اعترف به، ولك أن تراجع في هذا فتوانا رقم: 101965.

والله أعلم.