عنوان الفتوى : تقدم لفتاة فراودته الوساوس في شكلها والقبول بها
أخي قد مر بتجربة فاشلة حيث قام بخطبة زميلته في العمل وكان آنذاك غير متدين وملتزم ( وبعدها بفترة هداه الله )وأهلها كانوا متعنتين جدا وبخاصة أبوها حيث إننى كنت أشعر أن به عقدة نفسية وكان كثير الجدال ،وواجه أخي مشاكل كثيرة معها من ناحية الدين ومع أبيها ولكنه كان دائما ضميره يؤنبه أن يتركها ثم كتب كتابه عليها وبعد كتب الكتاب زادت مشاكله معها ومع أهلها فهي كانت بها كثير من طباع أبيها ، وبعدها بقليل طلقها وتنازل عن أشياء كثيرة أكثر من حقها مخافة أن يكون قد ظلمها وبعد أسبوع من تطليقها اكتشف أنها كانت تخونه مع صديق له في العمل وكانت على علاقة به وحدثت مشاكل وتركت هي وصديقها العمل .. والآن تقدم أخي لخطبة صديقتي وهى فتاة متدينة وملتزمة وتعرف كثيرا في دينها حيث كانت دراستها دينية .. وأخي كان يفكر في خطبتها منذ فترة حتى قبل خطبته لخطيبته الأولى وهو يعرفها من قبل لأنهم أصدقاء للعائلة وصلى صلاة استخارة وكان مطمئنا جدا لها وللزواج منها ثم ذهب ليتحدث مع أهلها والجلوس معها في منزلها وارتاح كثيرا للكلام معها فهو يقول إنه وجدها مطيعة وهادئة الطباع ثم بدأت تأتيه وساوس غريبة وهو جالس معها عن شكلها ففجأة يتصور له أن شكلها منفر ثم يستعيذ ويكمل الحديث معها ثم يأتيه نفس الوساوس مرة أخرى ... وهو كان يعرف شكلها من قبل ولم يشعر سابقا بمثل هذا الشعور . وأيضا هو متخوف من أن يخوض في التجربة مرة أخرى بعد ما عانى المرة الأولى ويخاف الفشل . هل ما يعانيه هو مجرد وسوسة شيطان ؟ أم هو شعور حقيقي ؟ أم هو مرض نفسي نتيجة لتجربته السابقة ؟ ما نخاف منه الآن أن يكون قد أصابه سحر ؟ فهل هذا ممكن وخصوصا أنه متدين ويقرأ القرآن وقريبا ختمه ويعيد قراءته الآن وملتزم بسنة النبي صلى الله علية وسلم . رجاء أفيدوني سريعا فإنى أخاف أن يتركها لأني أعلم انه معجب بها وهى شخصية مميزة جدا ربما لا يستطيع أن يلتقى بمثلها وهو نفسه يقول ذلك ... فما العمل حيث إن أهلها ينتظرون الرد؟ وقد عرفت منها أنها مطمئنة للزواج منه .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمادام قد استخار الله تعالى في شأنها فما يكون من إقدام منه على زواجها أو إحجام منه عن ذلك فهو ما فيه خيره وصلاح أمره، ولكن مادامت الفتاة ذات خلق ودين فنيبغي أن يحرص عليها ولا يفرط فيها ويدعها لمجرد أمر يتعلق بالشكل قد يكون وهما، فمحاسن النفس أولى ما يحرص عليه، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه. وانظر الفتوى رقم:1422، وإذا كان الهاجس والشعور بالنفرة عنها إنما يأتيه عند مجالستها أو رؤيتها ولم يكن يشعر بذلك من قبل فقد يكون ذلك سحرا، ولمعرفة أعراض السحر وكيفية علاجه والوقاية منه انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية:13199، 68315، 68978، 71664.
فليداوم على قراءة القرآن وأذكار الصباح والمساء والالتزام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ويستخير الله تعالى في أمر تلك الفتاة وما يفعله بعد ذلك فهو خير وإن كرهته نفسه، فقد قال تعالى وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ {البقرة: 216}
والله أعلم.