أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : الوسائل المفيدة في التخلق بحسن الخلق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أفيدوني في بعض الوسائل التي قد تفيدني في التخلق بحسن الخلق، حسن العشرة، وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فقد سألت يا ابنتي عن أمر عظيم، وأنه ليسير على من يسره الله عليه فاتق الله في نفسك واشغلي نفسك بطاعة الله واستعيني به وتوكلي عليه، واعلمي أنه لا يهدي لأحسن الأخلاق ولا يصرف سيئها إلا هو سبحانه، ومرحباً بك في موقعك مع آبائك والإخوان، ونسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يلهمك السداد والصواب.
وكم نحن سعداء بهذا السؤال الذي يدل على رغبتك في الخير، وحرصك على المعالي، وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام، وحسن الخلق هو أكمل ما سعى أهل الإسلام لتحصيله، وبه ترتفع المسلمة إلى أعلى الدرجات وتستغني عن النسب والشهادات، وقد أحسن من قال:
كن ابن من شئت واكتسب أدباً *** يغنيك محمودة عن النسب
والمسلمة تبلغ بحسن خلقها درجة الصائم القائم الذي لا يفتر من صلاة ولا صيام، وأقرب الناس مجلساً من رسولنا صلى الله عليه وسلم أحاسنهم أخلاقاً الموطئون أكنافاً، الذين يألفون ويؤلفون، وقد قال عبد الملك بن مروان لأولاده: عليكم بحسن الأدب فإن أصبحتم ملوكاً سدتم، وإن كنتم مع السوقة عشتم، ومن هنا يتضح أن حسن الخلق وسام على رؤوس أهله، بل كانت الوصية بحسن الخلق وإقامة مجتمع الأخلاق الفاضلة من دعائم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله متمماً لمكارم الأخلاق.
وأسعد الأزواج من يفوز بزوجة حسنة الأخلاق، وأسعد الزوجات من تفوز برجل عنده أخلاق فاضلة، ومما يعينك على حسن الخلق وطيب العشرة ما يلي:
1- اللجوء إلى الله، فإنه الموفق لكل خير.
2- معرفة منزلة الأخلاق الفاضلة ومكان العشرة الطيبة في دين الله مع إدراك خطورة سوء الخلق الذي يفسد الحياة كما يفسد الخل العسل.
3- التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في أخلاقه الفاضلة.
4- الصبر على أذى الناس وإدراك قيمة وجود الإنسان في جماعة؛ لأن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم.
5- الحرص على كف اللسان من عيوب الناس حتى يكف الناس من ألسنتهم.
6- الحرص على طلاقة الوجه وسعة الصدر.
7- التعوذ بالله من الشيطان الذي يجلب الغضب والتوتر.
8- معاملة الناس بمثل ما تحبي أن يعاملوك به.
9- الإكثار من ذكر الله وتلاوة القرآن.
10- الاجتهاد في تغيير الأخلاق السالبة، فإن لم تتمكني فعليك بتغيير مجاريها ليكون الغضب لله، وليكن الطمع في كل ما يقرب إلى الله.
11- مجالسات صاحبات الأخلاق الفاضلة.
12- الإصرار على الأخلاق الفاضلة ولو على سبيل المحاكاة والمحاولة، فإنما الحلم بالتحلم والعلم بالتعلم ومن يتصبر يصبره الله.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبالحرص على طاعته والمداومة على ذكره وشكره.
وشكراً لك على هذا السؤال، وهنيئاً لك بالرغبة في الخير، ومن سار على الدرب وصل، فأخلصي لله العمل، ونسأل الله أن يجعلك قرة لوالديك، وأن يحقق لك الأمل.
وبالله التوفيق والسداد.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
خائف من أذية الناس لي فكيف أحصن نفسي؟ | 3478 | الخميس 23-07-2020 05:29 صـ |
أتوب من المعصية ثم أرجع لها، فهل سيحرمني الله من النعم؟ | 3580 | الأحد 19-07-2020 02:55 صـ |
أعاني من القلق ونقص العاطفة والحنان من والدي! | 1991 | الأربعاء 15-07-2020 06:09 صـ |
أشعر وكأن الإيمان دخل إلى أعمالي وعقلي، ولم يدخل قلبي! | 1630 | الثلاثاء 14-07-2020 04:30 صـ |
كيف أتخلص من الخوف والاكتئاب؟ | 4144 | الاثنين 13-07-2020 04:12 صـ |