أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : خائف من أذية الناس لي فكيف أحصن نفسي؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 21 سنة، أصلي -الحمد لله -، منتظم وأمارس الرياضة بالجم، مهتم بدراستي، لكنني أخشى من شرور الناس.
فيّ العديد من العيوب وأرتكب المعاصي، وهذا ضعف مني، ويدفعني إلى المشاكل كثيرا، خائف على نفسي من الحبس أو الجرح، لم اخطئ في حق أحد، ولكنني خائف من مضرة الناس وكيدهم لي، فهناك من يكيدون لي، وخائف من خسارة كل شيء بسببهم.
السؤال الثاني:
قلت ذات يوم :(بسم الله الذي لا يضر مع اسمة شيء ..إلخ،،)، 3 مرات في المساء، وانجرحت في يومها، والمفترض بأن من يقولها لا يمس بسوء؟
شكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك – ابننا الفاضل – في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونحيّي مشاعر الخوف على أهلك وعلى من حولك بل على البشر، نسأل الله أن يعينك على الطاعة، فإن في الطاعات والاستغفار والرجوع إلى رب السموات والأرض عصمة لك وللناس، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُصلح الأحوال، وأن يُحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.
لا شك أن المعاصي لها شؤمها وآثارها، قال العظيم: {فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا}، يُحدِّثُ عن الأمم أهلكها بصنوف أنواع الهلاك، فقال: {فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلّت لهم}، وقال سبحانه: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}، وقال: {وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدًا}.
وحُقّ للإنسان أن يخاف من آثار المعاصي وتجاوز حدود الله تبارك وتعالى، ولكن هذا الشعور والخوف من المعصية ومن آثارها وثمارها المرّة هو الذي ينبغي أن يحجزنا ويمنعنا من الوقوع في المعاصي، بعد خوفنا من الله، ورغبتنا فيما عنده من أجر وثوابٍ سبحانه وتعالى.
لذلك نحن ندعوك إلى أن تتوقف عن المخالفات، وتجتهد في إرضاء رب الأرض والسموات، وإذا حسّنت ما بينك وبين الله تبارك وتعالى، فإن الله كفيلٌ بأن يُحسِّن ما بينك وبين الناس، وعندها ستقلّ المشاكل، أو ستنعدم هذه المشاكل.
وليس الإشكال في أن يحدث في الدنيا صعوبات أو مشاكل، فهذه طبيعة هذه الدنيا، كما قال عنها الشاعر الحكيم:
جبلت على كدرٍ وأنت تريدُها صفوًا من الأكدار والأقذاء
مكِّلفُ الأيام فوق طباعها متطلبٌ في الماء جذوة نارٍ
لكن الإشكال هو كيف سنتعامل مع هذه الصعاب والمشكلات، المؤمن في كل شأنه يرجع إلى منهج الله تبارك وتعالى، وفي منهج الإسلام دعوة إلى أن نقول للناس حُسنًا، وإلى أن ندفع بالتي هي أحسن، إلى أن نعامل الناس بما نحب أن يعاملوننا به، وأعلى من ذلك أن نعاملهم بما يُريد الله تبارك وتعالى مِنَّا أرفع الدرجات، وأعلى من ذلك أن نعاملهم بما نحب أن يعاملنا الله تبارك وتعالى به، فإن من ستر على الناس ستر الله عليه، ومن يسّر على مُعسرٍ يسّر الله تبارك وتعالى عليه، والجزاء من جنس العمل.
سعدنا جدًّا بأنك تحافظ على الأذكار، ونحب أن نقول: إذا قال الإنسان (بسم الله الذي لا يضر ما اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم)، فإن ما ذكره النبي - صلى الله عليه وسلم - صدقٌ وحقٌّ، لكن هذا في الذي يقول هذا الكلام يكون في قلبه يقين، ليس على سبيل التجربة، ليس يقول هذا الكلام وهو ساهٍ لاهٍ، وإنما يقول هذا الكلام وهو يُوقن بالله ويتوكل على الله تبارك وتعالى، وكما قال هود - عليه السلام -: {فكيدوني جميعًا ثم لا تنظرون * إني توكلتُ على الله ربي وربكم}.
فالتوكل الحق على الله تبارك وتعالى، والاستعانة به سبحانه وتعالى مانعةٌ من الشرور، بل الدعاء يردُّ القضاء إذا كان هذا الداعي المتوجّه إلى الله بيقين وصدق، فعمِّق في نفسك معاني اليقين والتوكل وصدق اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، وأشغل نفسك بما يُرضي الله تبارك وتعالى، وتفادى أسباب المشاكل والأزمات مع الناس، بأن تُحسن التعامل معهم وتحذر شرّهم، وتكفّ أيضًا الشر الذي عندك.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظك وأن يعينك على الخير، والذي نرجوه منك أن تحوّل هذه المشاعر النبيلة إلى أعمال عظيمة تتمثّل في التوبة والرجوع إلى الله، والتوقُّف عن كل ما لا يُرضي الله تبارك وتعالى، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والثبات حتى الممات.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
يضطرب حال جسمي وقلبي عند فعل معصية، فما سبب ذلك؟ | 1811 | الثلاثاء 21-07-2020 03:19 صـ |
أعاني من القلق ونقص العاطفة والحنان من والدي! | 1991 | الأربعاء 15-07-2020 06:09 صـ |
ما الفائدة من الزواج في ظل هذا الفساد؟ | 1634 | الثلاثاء 14-07-2020 05:37 صـ |
أنا شاب ودواعي الانحراف كثيرة، ما نصيحتكم؟ | 1269 | الخميس 09-07-2020 05:30 صـ |
كيف أخرج من المستنقع الذي أنا فيه وأكون شخصا ناجحا؟ | 2831 | الاثنين 29-06-2020 04:32 صـ |