هَبْ للدّيَارِ بَقِيّة َ الجَلَدِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
هَبْ للدّيَارِ بَقِيّة َ الجَلَدِ | ودع الدموع وباعث الكمد |
وَاذْهَبْ بنَفسِكَ أنْ يُقالَ سَلا | وَصَفَا لِداعي العَذْلِ وَالفَنَدِ |
اتصد عن طلل رغيت به | ما شئت من هيف ومن غيد |
طَوَتِ اللّيَالي مِنْ مَعَارِفِهِ | ما كان من علم ومن نضد |
أمْسَى الهَوَى فِيهِ بِلا أثَرٍ | وجرى البلى فيه بلا امد |
ولقد عهدت رباه جامعة | بين الظباء الغيد والاسد |
أيّامَ مَنْ فَتَكَ الغَرَامُ بِهِ | يمشي بلا عقل ولا قود |
ان الاولى بعثوا ببينهم | ما زودوا في القرب للبعد |
مَا ضَرّهُمْ، وَالبَيْنُ يَحفِزُهمْ | لو عللونا بانتظار غد |
وَجَدُوا وَمَا جادُوا، وَمُحْتَقِبٍ | للوم من اثري ولم يجد |
لَيْتَ الّذِي عَلِقَ الرّجَاءُ بِهِ | اذ لم يجد للصب لم يجد |
وَلَقَدْ رَأيْتُهُمُ، وَحَيُّهُمُ | مُتَقَعْقِعُ الأطْنَابِ وَالعَمَدِ |
فكانما اقنى براثنه | ينشبن بين القلب والكبد |
وَغَرِيرَة ٍ خَلْفَ السُّجُوفِ لهَا | نَسَبٌ إلى أوْمَانَة ِ العُقُدِ |
خَرَجَتْ خُرُوجَ الرِّيمِ عَاطِلَة ً | وَلجِيدِهَا حَلْيٌ مِنَ الجَيَدِ |
تجري الاراك على مفلجة | يَجْرِينَ مِنْ شَهْدٍ عَلى بَرَدِ |
عني اليك فلست من اربي | ما انت من غيبي ومن رشدي |
قَضَتِ اللّيَالي مِنْكِ مَأرَبَتي | وَنَفَضْتُ من عَلَقِ الغَرَامِ يَدِي |
وحدا النهى والشيب راحلتي | على استقاماتي على الجدد |
فاليوم اتبع الزمام وهل | يغني اباي اليوم أو صيدي |
لا تقر يا ضيف الهموم قرى | الا قرى العيرانة الأُجد |
وَانهَضْ، فإنْ لمْ تَحْظَ في بَلَدٍ | بالرزق فاقطعه اللا بلد |
وَابغِ العُلَى أبَداً، فكَمْ طَلَبٍ | قد بات من نيل على صدد |
اما يقال سعى فاحرزها | أوْ أنْ يُقالَ، مضَى ، وَلمْ يَعُدِ |
قولا لهذا الدهر معتبة | اسرفت بي يا دهر فاقتصد |
كم لوعة تهدي الى كبدي | وغرائب ما درن في خلدي |
ايصاح بي عن كل صافية | طَرْداً إلى الأقْذَاءِ وَالثّمَدِ |
وَأُسَامُ في أكْلاءِ مُوبِئَة ٍ | مُحْتَشُّهَا دُونَ السّوَامِ رَدِي |
هَلْ نَافِعي، وَالجَدُّ في صبَبٍ | مَرّي مَعَ الآمالِ في صُعُدِ |
أمْسَى عَليّ مَعَ الزّمَانِ أخٌ | قَدْ كُنْتُ آمُلُ يَوْمَهُ لِغَدِ |
من كان احنى عند نائبة | من والدي وابر من ولدي |
لَمْ يُثْمِرِ الظّنُّ الجَمِيلُ بِهِ | فَقَدِي مِنَ الظّنّ الجَميلِ قَدِي |
لَوْ كَانَ مَا بَيْني وَبَيْنَكُمُ | بيني وبين الذئب والاسد |
لأوَيْتُ مِنْ هَذا إلى حَرَمٍ | وَلجَأتُ مِنْ هَذا على عَضُدِ |
ولاصبحا في الروع من عددي | كَرَماً وَفي اللأوَاءِ مِنْ عُدَدِي |
وَلمَانَعَا عَنّي، إذا جَعَلَتْ | نوب الزمان تهيض من جلدي |
أوْ كانَ مَا قَدّمْتُ مِنْ مِقَة ٍ | سبباً الى البغضاء لم يزد |
بل لو قذفت بمدحتي لكم | في البحر ذي الامواج والزبد |
لرمي اليَّ اشف جوهرة | وسقى باعذب مائه بلدي |
كم من مطالب قد عقدت بها | طَمَعي، فَحَلّ مَرَائِرَ العُقَدِ |
وَأعَادَني مِنْهَا عَلى أسَفٍ | واباتني فيها على ضمد |
الفعل مهزأة لكل فم | وَالعِرْضُ مِندِيلٌ لِكُلّ يَدِ |
فليثبتن الان ان ثبتت | قدم على جمر لمعتمد |
وليصبرن لوقع صاعقتي | ويوطنن حشا على الزؤد |
فلتدخلن عليه قبته | وَلاّجَة ً تَخْفَى عَلى الرَّصَدِ |
وَهَوَاجِمٍ يَدْفَعْنَ كُلَّ يَدٍ | وَنَوَافِذٍ يَهْزَأنَ بِالزَّرَدِ |
كالبيض لا يصقلن عن طبع | والسمر لا يغمزن عن اود |
حتى يذوق لحدَ انصلها | طَعْناً، وَلا طَعْن القَنَا القَصَدِ |
ومتى يوقع فل مقنبها | لم اخلها ابداً من المدد |
أخْطَأتُ في طَلَبي، وَأخطَأ في | يَأسِي، وَرَدّ يَدِي بِغَيرِ يَدِ |
فَلأجْعَلَنّ عُقُوبَتي أبَداً | أنْ لا أمُدّ يَداً إلى أحَدِ |
فَتَكُونَ أوّلَ زَلّة ٍ سَبَقَتْ | مِنّي، وَآخِرَهَا إلى الأبَدِ |