اودع في كل يوم حبيبا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
اودع في كل يوم حبيبا | وَأُهدي إلى الأرْضِ شَخصاً غَرِيبَا |
وارجع عنه جميل العزاء | أمْسَحُ عَنْ نَاظِرَيّ الغُرُوبَا |
كَأنّيَ لَمْ أدْرِ أنّ السّبيـ | ـلَ سَبيلي، وَأنّي مُلاقٍ شَعُوبَا |
وَأنّ وَرَائيَ سَوْقاً عَنِيفاً | وَأنّ أمَاميَ يَوْماً عَصِيبَا |
ولا انني بعد طول البقاء | اصاب كما ان غيري اصيبا |
اماني اوضع في غيها | لريح الغرور بها مستطيبا |
تَذَكّرْ عَوَاقِبَ مُوبي النّبَاتِ | ولا تتبع العين مرعى خصيبا |
قعدت بمدرجة النائبات | يُمِرّ الزّمَانُ عَليّ الخُطُوبَا |
عَلى الهَمّ أُنْفِقُ شَرْخَ الشّبابِ | وَأُعْطي المَنَايَا حَبيباً حَبيبَا |
تصاممت عن هتفات المنون | بغَيرِي وَلا بُدّ مِنْ أنْ أُجِيبَا |
واعلم اني ملاقي التي | شَعَبْنَ قَبَائِلَنَا وَالشّعُوبَا |
ألا إنّ قَوْمي لِوِرْدِ الحِمَامِ | مضوا امما واجابوا المهيبا |
بِمَنْ أتَسَلّى وَأيْدي المَنُونِ | تُخَالِسُ فَرْعي قَضِيباً قَضِيبَا |
نزعن قوادم ريش الجناح | وَأثْبتْنَ في كُلّ عُضْوٍ نُدُوبَا |
نجُومٌ، إذا شَهِدُوا الأنْدِيَاتِ | رجوم اذا ما اقاموا الحروبا |
إذا عَقَدُوا للعَطَاءِ الحُبَى | وان زعزعوا للطعان الكعوبا |
عَرَاعِرُ لا يَنْطِقُونَ الخَنَا | ولا يحفظون الكلام المعيبا |
يُرِمّ الفَتَى مِنْهُمُ جُهْدَهُ | فَإنْ قَالَ قالَ بَليغاً خَطِيبَا |
جلابيب لا تضمر الفاحشات | وَأرْدِيَة ٌ لا تَضُمّ العُيُوبَا |
وبشر يهاب على حسنه | فتحسبه غضبا أو قطوبا |
لَقَدْ أرْزَمَتْ إبِلي بَعْدَكُمْ | وَأبْدى لها كُلُّ مَرْعًى جُدُوبَا |
نَزَعْتُ أزِمّتَهَا للمقَامِ | واعفيت منها الذرى والجنوبا |
لمن اطلب المال من بعدكم | واحفى الحصان وانضى الجنيبا |
حَوامي جِبَالٍ رَعَاها الحِمَامُ | فَسَوّى بِهِنّ الثّرَى وَالجُنُوبَا |
وكم واضح منكم كالهلال | لِ هَالَتْ يَدايَ عَلَيْهِ الكَثِيبَا |
وَنَازَعَني المَوْتُ مِنْ شَخْصِهِ | سنانا طريراً وعضباً مهيبا |
وَحِلْماً رَزِيناً وَأنْفاً حَمِيّاً | وعزما جريا ورايا مصيبا |
صوارم اغمدتها في الصعيد | وفللت منها الظبا والغروبا |
أقُولُ لرَكْبٍ خِفَافِ المَزَادِ | وقد بدلوا بالوضاء الشحوبا |
الموا باجواز تلك القبور | فَعرّوا الجِيَادَ وَجُزّوا السّبيبَا |
قِفُوا فامْطِرُوا كلّ عَينٍ دَماً | بها واملؤا كل قلب وجيبا |
ولا تعقروا غير حب القلوب | بِ، إذا عَقَرَ النّاسُ بُزْلاً وَنيبَا |
وَإنّي عَلى أنْ رَمَاني الزّمَانُ | واعقب بالقلب جرحا رغيبا |
لَتَعجُمُ منّي ضُرُوسُ الخُطُو | بِ قَلْباً جَليداً وَعُوداً صَلِيبا |
وابقى العواجم من صعدتي | عَشَوْزَنَة ً تَسْتَقِلّ النّيُوبَا |
أخِلاّءِ! لا زَالَ جَمُّ البُرُوقِ | أجشُّ الرّعُودِ يُطيعُ الجَنُوبَا |
إذا مَا مَطايَاهُ جُبْنَ الفَلا | انمنا عليها الوجا واللغوبا |
يشق الزاد على تربكم | ويمري على كل قبر ذنوبا |
وَأسْألُ أيْنَ مَصَابُ الغَمَامِ | شُرُوقاً، إذا مَا غدا، أوْ غُرُوبَا |
أضِنّ عَلى القَطْرِ أنْ يَسْتَهِلّ | على غير اجداثكم أو يصوبا |
غُلِبْتُ عَلَيْكُمْ فَيَا صَفْقَة ً | غُبِنْتُ بِهَا العَيشَ غُصْناً رَطِيبَا |
فَلَوْلا الحَيَاءُ لَعَطّ القُلُوبَ | عليكم عصائب عطوا الجيوبا |
وَلَمْ يَكُ قَدْرُ الرّزَايَا بِكُمْ | جنانا مروعا ودمعا سكوبا |
وَإنّ ضَرايحكُمْ في الصّعِيدِ | لتكسو الخبيث من الارض طيبا |
وهبنا لفيض الدموع الخدود | عَلَيكُمْ، وَحَرَّ الغرامِ القُلُوبَا |
لقد شغلتني المراثي لكم | بوجدي عن ان اقول النسيبا |
وَكُنْتُ أعُدّ ذُنُوبَ الزّمَانِ | فَبَعْدَكُمُ لا أعُدّ الذُّنُوبَا |
أرَابَ الرّدَى فيكُمُ جَاهِداً | وَزَادَ، فَجازَ مَدَى أنْ يُرِيبَا |
أَ أنشد من قد اضل الحمام | عناء لعمرك اعيا الطبيبا |