عجبت من الايام انجازها وعدي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
عجبت من الايام انجازها وعدي | وَتَقرِيبَها مَا كانَ منّي عَلى بُعْدِ |
وَإنّ اللّيَالي، مُذْ لَبِسْتُ رِداءَها | تُحاذِرُ من حدّي فتَزْرِي على جِدّي |
ولي ان يطل عمري مع الدهر وقفة | تذلل احداث الزمان لمن بعدي |
واني لمر البأس مسترعف الظبى | واني لحلو الجود مستمطر الرفد |
إذا بَزّني مَالي عَطَاءً تَرَكْتُهُ | حَميداً، وَطالَبتُ القَوَاضِبَ بالرّدّ |
وقد عجمت مني الليالي مذربا | تخَلّلَ أنْيَابَ الأسَاوِدِ وَالأُسْدِ |
اذا خب فيه ملء حيزومه الجوى | توقر يخفى منه غير الذي يبدي |
وكنت اذا الايام جلن بساحتي | رجعن ولم يبلغن اخر ما عندي |
وَلَكِنّها نَفسٌ، كما شِئتَ، حُرّة ٌ | تصول ولو في ماضغ الاسد الورد |
واعظم ما القيت شجواً ولوعة | عتاب اخ فل الزمان به حدى |
أقِيكَ الرّدَى ما كانَ ما كانَ عن قِلًى | وَلكِنْ هنَاتٌ كِدْنَ يَلعَبنَ بالجَلدِ |
ولا تحسبن القلب جازت كلومه | إلى القَلبِ، إلاّ بَعدَما حزّ في الجِلْدِ |
منحتك ما عندي من الصد معلناً | وَعَقْدُ ضَمِيرِي أنْ أدومَ عَلى الوُدّ |
ولم اغد محلول اللحاظ طلاقة | وقلبي معقود الجنان على الحقد |
سَجَايَا رَعَيْنَ المَجْدَ في تَلَعَاتِهِ | وناقلن في العلياء غوراً الى نجد |
وقد كنت ابغي رتبة بعد رتبة | فآنَفُ لي مِنْ أنْ أفوزَ بهَا وَحْدِي |
حِفاظاً على القُرْبَى الرّؤومِ، وَغَيرَة ً | على الحسب الداني وبقيا على المجد |
وَلِمْ لا؟ وَنَحْنُ الرّاجعانِ من العُلى | إلى المَغرِسِ الرّيّانِ وَالسّؤدُدِ الرّغدِ |
مِنَ القَوْمِ أشْبَاهُ المَكَارِمِ فيهِمُ | وعرق المعالي الغرّ والحسب العد |
حَسَدْتُ عَلَيكَ الأجنَبِينَ مَحَبّة ً | ونافست فيك الابعدين على الود |
وَقَدْ كَانَ لَذْعٌ، فاتّقَيْتُ شَبَاتَه | بقَلبٍ على الضرّاءِ كالحَجَرِ الصّلْدِ |
تجلدت حتى لم يجد في مغمزا | وعدت كما عاد الجراز الى الغمد |
وها انا عريان الجنان من التي | تسوء ومنفوض الضلوع من الوجد |
وَكمْ سَخَطٍ أمسَى دَليلاً إلى رِضًى | وكم خطأ اضحى طريقاً الى عمد |
أُقَلّبُ عَيْناً في الإخَاءِ صَحيحَة ً | اذا ارتمت الاعداء بالاعين الرمد |
واني مذ عاد التودد بيننا | تجَلّى الدُّجى عن ناظرِي وَوَرَى زَندِي |
وَعادَ زَماني بَعدَما غاضَ حُسنُهُ | أنيقاً كبُرْدِ العَصْبِ أوْ زَمنِ الوَرْدِ |
وكنت سليب الكف من كل ثروة | فأصْبَحتُ من نَيلِ الأماني على وَعْدِ |
وَفارَقتُ ضِيقَ الصّدرِ عنكَ إلى الرّضَى | كما نشط المأسور من حلق القد |
وقد ضمني محض الصفاء وصدقه | اليك كما ضمت ذراع الى عضد |
وكنت على ما بيننا من عيابه | اعدك جدي حين اسطو على ضدي |