اسقني فاليوم نشوان
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
اسقني فاليوم نشوان | والربى صادٍ وريّانُ |
كفلتْ باللهوِ وافية | لَكَ نَايَاتٌ وَعِيدانُ |
حازَ وَفدَ الرّيحِ، فالتَطَمَتْ | مِنْهُ أوْرَاقٌ وَأغْصَانُ |
كل فرع مال جانبه | فكأنَّ الأصل سكرانُ |
وَكأنّ الغُصْنَ مُكتَسِياً | من رياضِ الطلّ عريان |
كلّما قبّلتُ زهرتها | خِلْتُ أنّ القَطْرَ غَيرَانُ |
ومقيل بين أخبية | قِلْتُهُ، وَالحَيُّ قَدْ بَانُوا |
في أُصَيْحَابٍ مَفارِشُهُمْ | ثمَّ انقاءٌ وكثبانُ |
عسكرت فيها السحاب كما | حَطّ بالبَيْداءِ رُكْبَانُ |
فَارْتَشَفْنَا رِيقَ سَارِيَة ٍ | حَيثُ كُلّ الأرْضِ غُدرَانُ |
فاسقني فالوصل يألفني | إنّ يَوْمَ البَينِ قَرْحَانُ |
قَهْوَة ً مَا زَالَ يَقْلَقُ مِنْ | مجتناها المسك والبانُ |
غَيرُ سَمْعي للمَلامِ، إذا | ضجّ ساجي الصوت مرنان |
رُبّ بَدْرٍ بِتُّ ألثُمُهُ | صَاحِياً، وَالبَدرُ نَشوَانُ |
قُدْتُ خَيلَ اللّثْمِ أصرِفُهَا | حَيثُ ذاكَ الخَدُّ مَيدانُ |
لي غدير من مقبّله | وَمِنَ الصُّدْغَينِ بُسْتَانُ |
في قميصِ الليل عبقة من | ظنَّ أنَّ الوصل كتمانُ |
كيف لا تبلى غلائله | وَهْوَ بَدْرٌ، وَهْيَ كَتّانُ |
وندامي كالنّجوم سطوا | بالمنى والدهر جذلان |
كم تخلّت من ضمائرهم | ثَمّ، ألْبَابٌ وَأذْهَانُ |
خطروا والخمر تنفضهم | وذيول القوم أردانُ |
كل عقل ضاع من يقظ | فهو في الكاساتِ حيران |
إنّمَا ضَلّتْ عُقُولُهُمُ | حيثُ يعييهنَّ وجدان |
فاختلس طعن الزمان بها | إنَّما الأيامُ أقرانُ |