عَصَيْنَا فِيكَ أحْداثَ اللّيَالي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عَصَيْنَا فِيكَ أحْداثَ اللّيَالي | وطاوعنا المكارم والمعالي |
وَفِيكَ رَجَمْتُ أحْشَاءَ الأعادي | بِأطْرَافِ الذّوَابِلِ وَالنّصَالِ |
وعذت بجانبيك من الرزايا | معاذي في الهواجر بالظلال |
دَعَوْتُكَ يَوْمَ دافعَ عَنكَ نحرِي | جنايات الصوارم والعوالي |
فما خَلِبَ النوائب منك برقاً | يَدُلّ عَلى الوَفَاءِ، إذا بَدا لي |
وَمَا هَوْلُ الفُؤادِ مِنَ التّصَافي | بعيدٌ من فؤادٍ فيه خالي |
وَلمْ أعْلَمْ كَعِلْمِ بَني زَمَاني | بأن القرب داعية الملال |
وإنك حين تطمع في نضالي | وتعلم أنَّ لي سبق النضال |
كماش في الهياج بلا حسام | وَسَاعٍ في الظّلامِ بِلا ذُبَالِ |
وَإنّي في زَمَاني مِنْ رِجَالٍ | مِزَاجُ وِدادِهِمْ مَاءُ التّقَالي |
شِمَالُ المَالِ تَعْلُو عَنْ يَميني | ويمنى المجد تقصر عن شمالي |
أقول لهمتي لما أَبت لي | معاتبة الملول على الوصال |
أُعَاتِبُهُ لَعَلّ العَتْبَ يَشْفي | وَإنْ كَانَ الزّعِيمَ بكَسفِ بَالي |
وَلَوْ لَمْ يَبْلُغِ العُتْبَى بِقَوْلٍ | لَعَاتَبْنَاهُ بِالبِيضِ الصّقَالِ |
رأَى العذال بذل المال طبعي | وَأسْبَابَ الشّجَاعَة ِ من خِلالي |
فَلَمْ أُعْذَلْ عَلى خَوْضِ المَنايا | وَلمْ أُعْتَبْ عَلى بَذْلِ النّوَالِ |
أبَتْ هِمَمي تَسِيغُ المَاءَ صَفواً | إذا ما الذل حام على الزلال |
أُذَمّ عَلى العُلَى ظُلْماً لأِنّي | أعل بمائها ظمأ السؤال |
وَمَا زِلْنَ العَوَاطِلُ كُلَّ يَوْمٍ | مِنَ العَلْيَاءِ يَذْمُمْنَ الحَوَالي |
وَلمّا مَاطَلَتْ بالحَرْبِ سَعْدٌ | سنَّنا الموت فيها بالمطال |
أثرنا في قبائلها عجاجاً | تَرَكْنَا مِنْهُ أثْراً في الهِلالِ |
فَمَنْ يُهْدِي لآلِ تَمِيمَ عَتبي | مقيماً في ذرى الأسل الطوال |
منحتكمو الوداد فلم تودوا | فالقيت الملام على فعالي |
وَلَسْتُ بِبَاسِطٍ كَفّي لأِنّي | أرى الأفلاك تقصر عن منالي |