تأبى الليالي أن تديما
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
تأبى الليالي أن تديما | بؤساً لخلق أو نعيما |
وَنَوَائِبُ الأيّامِ يَطْرُقْـ | الورى بيضا وشيما |
وَالدّهرُ يُوجِفُ فيهِ مُعوَ | الطريق ومستقيما |
والمرء بالإقبال يبلغ | وادعاً خطراً جسيما |
وينال بغيته وما | أنضَى الذّميلَ وَلا الرّسيمَا |
وَإذا انْقَضَى إقْبَالُهُ | رَجَعَ الشّفيعُ لَهُ خَصِيمَا |
بينا يسيغ شرابه | حتى يغصّ به وجوما |
وهو الزمان إذا نبا | سلب الذي أعطى قديما |
كَالرّيحِ تَرْجِعُ عاصِفاً | مِنْ بَعْدِ مَا بدَأتْ نَسيمَا |
يستهكم العضب القطو | ع ويزلق الرمح القويما |
ويعود بالرأسِ الطمو | ح العين مطراقاً أميما |
كم ذابل قاد الجيا | د القب يعلكن الشّكيما |
كعواسل الذؤبان يذرعن | الأماعز والخروما |
وَمُجَمِّرٍ للجَيْشِ قَدْ | نَسيَتْ ضَوَامرُهُ الجُمومَا |
قَلِقٌ عَلى الأنْمَاطِ حَـ | ـتَّى يُدْرِكَ الثّارَ المُنِيمَا |
لا يصدر الرايات حتى | |
عصف الحمام به وفرَّق | ـرَّقَ ذَلِكَ الجَمعَ العَميمَا |
ورمى به غرض الرّدى | عريان قد خلع النعيما |
زال الوزير وكان لي | وَزراً أجُرّ بِهِ الخُصُومَا |
فالآن أغدو للعدا | ونبالها غرضاً رجيما |
سَدّ العُلَى ، وَأنَارَ لا | فظّ القضاء ولا ظلوما |
حَتّى ، إذا لَمْ يَبقَ إ | يلام وأن يليما |
طرح العناء على اللئا | مِ مُجانِباً وَمَضَى كَرِيمَا |
أفنَى العِدا، وَقضَى المُنى | وَبنى العُلى ، وَنجَا سَليمَا |
الحامل العبء الذي | أعيا المصاعب والقروما |
سَئِمُوهُ، فَاحتَمَلَ المَغَا | رم لا ألفّ ولا سؤما |
أنقاهم جيبا إذا | عدوا وأملسهم أديما |
وجه كأنّ البدر شا | طره الضياء أو النّجوما |
لَوْ قَابَلَ اللّيلَ البَهِيـ | لمزّق الليل البهيما |
يجلو الهموم وربّ وجه | إن بدا جلب الهموما |
خَلَصَ النّجِيُّ مُشَاوِراً | قَلباً عَلى النّجوَى كَتُومَا |
ومنبها عزما إذا | ما هزّ لم يوجد نؤما |
عليه والخلّ الحميما | |
حَتّى سَمَا، فحَدا بهَا | بَزْلاءَ نَاجِيَة ً سَعُومَا |
كان العظيم وغير بد | ع منه إن ركب العظيما |
خُطَطٌ يجبّن المشجع | أو يسفّهن الحليما |
والحر من حذر الهوا | نِ يُزَايِلُ الأمْرَ الجَسِيمَا |
وَيُليحُ مِنْ خَوْفَ الأذَى | فَرَقاً، وَيَدّرِعُ الكُلُومَا |
وَالضّيْمُ أرْوَحُ مِنْهُ مَطْـ | الظُبى بلغ الصميما |
بعثوا سواك لها فكا | ن مبلّداً عنها مليما |
والعاجز المأفون أقعد | ما يكون إذا أقيما |
فَسَقَى بِلادَكَ حَيثُ كُنْـ | المزن منبعقاً هزيما |
فَلَقَدْ سَقَى خَدّيّ ذِكْـ | دمعَ عينيّ السجوما |
ورعتك عين الله مقلاق | ـلاقَ الرّكائبِ، أوْ مُقِيمَا |