هذي المنازل بالغميم فنادها
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
هذي المنازل بالغميم فنادها | وَاسكُبْ سَخيَّ العَينِ بَعدَ جَمادِهَا |
إنْ كانَ دَينٌ للمَعالِمِ، فاقضِهِ | أوْ مُهْجَة ٌ عِنْدَ الطُّلُولِ فَفادِهَا |
يا هل تبل من الغليل اليهم | اشرافة للركب فوق نجادها |
نُؤيٌ كمُنْعَطِفِ الحَنِيّة ِ دُونَهُ | سحم الخدود لهن ارث رمادها |
ومناط اطناب ومقعد فتية | تَخْبُو زِنَادُ الحَيّ غَيرَ زِنَادِهَا |
وَمَجَرُّ أرْسَانِ الجِيَادِ لغِلْمَة ٍ | سَجَفوا البُيُوتَ بشُقرِها وَوِرَادِهَا |
ولقد حبست على الديار عصابة | مضمومة الايدي الى اكبادها |
حَسْرَى تَجاوَبُ بالبُكَاءِ عُيُونُهَا | وَتَعُطّ بالزّفَرَاتِ في أبْرَادِهَا |
وقفوا بها حتى كان مطيهم | كانت قوائمهن من اوتادها |
ثم انثنت والدمع ماء مزادها | وَلَوَاعِجُ الأشْجَانِ مِنْ أزْوَادِهَا |
من كل مشتمل حمايل رنة | قَطْرُ المَدامعِ مِنْ حُليّ نِجَادِهَا |
حَيّتْكَ بَلْ حَيّتْ طُلُولَكَ دِيمَة ٌ | يشفي سقيم الربع نفث عهادها |
وغدت عليك من الخمايل يمنة | تستام نافقة على روادها |
هَلْ تَطْلُبُونَ مِنَ النّوَاظِرِ بَعدَكم | شيئاً سوى عبراتها وسهادها |
لم يبق ذخر للمدامع عنكم | كلا ولا عين جرى لرقادها |
شَغَلَ الدّمُوعَ عَنِ الدّيارِ بُكاؤنا | لِبُكَاءِ فَاطِمَة ٍ عَلى أوْلادِهَا |
لمْ يَخلُفُوهَا في الشّهيدِ وَقدْ رَأى | دُفَعَ الفُرَاتِ يُذادُ عَنْ أوْرَادِهَا |
اترى درت ان الحسين طريدة | لقَنَا بَني الطّرداءِ عِنْدَ وِلادِهَا |
كانت مآتم بالعراق تعدها | أُمَوِيّة ٌ بِالشّامِ مِنْ أعْيَادِهَا |
ما راقبت غضب النبي وقد غدا | زرع النبي مظنة لحصادها |
بَاعَتْ بَصَائِرَ دِينِهَا بضَلالِهَا | وشرت معاطب غيها برشادها |
جَعَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ مِنْ خُصَمائِها | فلَبِئْسَ ما ذَخَرَتْ ليَوْمِ مَعادِهَا |
نَسْلُ النّبيّ عَلى صِعَابِ مَطِيّهَا | وَدَمُ النّبيّ عَلى رُؤوسِ صِعَادِهَا |
والهفتاه لعصبة علوية | تبعت امية بعد عز قيادها |
جَعَلَتْ عِرَانَ الذّلّ في آنَافِهَا | وعلاط وسم الضيم في اجيادها |
زعمت بان الدين سوغ قتلها | أوَلَيسَ هَذا الدّينُ عَنْ أجدادِهَا |
طلبت تراث الجاهلية عندها | وَشَفَتْ قَدِيمَ الغِلّ من أحقَادِهَا |
واستأثرت بالامر عن غيابها | وقضت بما شاءت علي شهادها |
اللَّهُ سَابَقَكُمْ إلى أرْوَاحِهَا | وَكَسَبْتُمُ الآثَامَ في أجْسادِهَا |
إنْ قُوّضَتْ تِلْكَ القِبابُ، فإنّمَا | خَرّتْ عِمَادُ الدّينِ قَبْلَ عِمادِهَا |
ان الخلافة اصبحت مزوية | عَنْ شَعْبِهَا بِبَيَاضِهَا وَسَوَادِهَا |
طَمَسَتْ مَنابِرَهَا عُلُوجُ أُمَيّة ٍ | تنزو ذئابهم على اعوادها |
هي صفوة الله التي اوحى لها | وقضى اوامره الى امجادها |
أخَذَتْ بِأطْرَافِ الفَخارِ، فَعَاذِرٌ | ان يصبح الثقلان من حسادها |
الزّهْدُ وَالأحْلامُ في فُتّاكِهَا | والفتك لولا الله في زهادها |
عُصَبٌ يُقَمَّطُ بِالنّجَادِ وَلِيدُهَا | ومهود صبيتها ظهور جيادها |
تَرْوِي مَناقِبَ فَضْلِها أعْداؤهَا | أبَداً، وَتُسْنِدُهُ إلى أضْدادِهَا |
يا غَيرَة َ اللَّهِ اغْضَبي لِنَبِيّهِ | وتزحزحي بالبيض عن اغمادها |
مِنْ عُصْبَة ٍ ضَاعَتْ دِمَاءُ مُحَمّدٍ | وبنيه بين يزيدها وزيادها |
صَفَداتُ مَالِ اللَّهِ مِلءُ أكُفّها | وَأكُفُّ آلِ اللَّهِ في أصْفَادِهَا |
صَرَبُوا بِسَيْفِ مُحَمّدٍ أبْنَاءَهُ | ضَرْبَ الغَرَائِبِ عُدْنَ بَعدَ ذِيادهَا |
قد قلت للركب الطلاح كانهم | ربد النسور على ذرى اطوادها |
يحدو بعوج كالحني اطاعه | مُعتَاصُها، فَطَغَى عَلى مُنقَادِهَا |
حتى تخيل من هباب رقابها | أعنَاقَها في السّيرِ مِنْ أعْدَادِهَا |
قف بي ولو لوث الزرار فانما | هي مهجة علق الجوى بفؤادها |
بالطف حيث غدا مراق دمائها | ومناخ اينقها ليوم جلادها |
القَفْرُ مِنْ أرْوَاقِها، وَالطّيرُ مِنْ | طُرّاقِهَا، وَالوَحْشُ مِنْ عُوّادِهَا |
تَجْرِي لهَا حَبَبُ الدّمُوعِ، وَإنّمَا | حَبُّ القُلُوبِ يكُنّ مِنْ أمْدادِهَا |
يا يوم عاشوراء كم لك لوعة | تترقص الاحشاء من ايقادها |
ما عدت الا عاد قلبي غلة | حَرّى ، وَلَوْ بَالَغْتُ في إبْرَادِهَا |
مِثْلُ السّلِيمِ مَضِيضَة ٌ آنَاؤهُ | خُزْرُ العُيُونِ تَعُودُهُ بِعِدادِهَا |
يا جد لا زالت كتائب حسرة | إنْ لمْ يُرَاوِحْهَا البُكَاءُ يُغَادِهَا |
هذا الثّنَاءُ، وَمَا بَلَغْتُ، وَإنّمَا | هي حلبة خلعوا عذار جوادها |
أأقُولُ: جادَكُمُ الرّبيعُ، وَأنْتُمُ | في كُلّ مَنْزِلَة ٍ رَبيعُ بِلادِهَا |
ام استزيد لكم علاً بمدائحي | اين الجبال من الربى ووهادها |
كَيفَ الثّناءُ على النّجومِ، إذا سَمتْ | فوق العيون الى مدى ابعادها |
أغنى طُلُوعُ الشّمسِ عَنْ أوْصَافِها | بِجَلالِهَا وَضِيَائِهَا وَبعَادِهَا |