بَعضَ المَلامِ فقدْ غَضَضْتُ طَماحي
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
بَعضَ المَلامِ فقدْ غَضَضْتُ طَماحي | وَكَفَيتُ من نَفسِي العَذولَ اللاّحي |
مِنْ بَعْدِ مَا خَطَرَ الصِّبَا بمَقادَتي | وجرى الى الامد البعيد جماحي |
عشرون اوجف في البطالة خلفها | عَامَانِ غَلاّ مِنْ يَدَيّ مِرَاحي |
زَمَنٌ يَخِفّ بِهِ الجَناحُ إلى الصِّبَا | لمّا ظَفِرْتُ بهِ خَفَضْتُ جَنَاحي |
أُغضِي عَنِ المَرْأى الأنِيقِ زَهَادَة ً | فيه وادفع لذتي بالراح |
أمَعاهِدَ الأحْبَابِ! هَلْ عَوْدٌ إلى | مغدى ً نبل به الجوى ومراح |
يكفيك من انفاسنا ودموعنا | ان تمطري من بعدنا وتراحي |
فَلَرُبّ عَيشٍ فيك رَقّ نَسِيمُهُ | كَالمَاءِ رَقّ عَلى جُنُوبِ بِطَاحِ |
وَتَغَزّلٍ كَصَبَا الأصَائِلِ أيْقَظَتْ | ريا خزامى باللوى واقاح |
كم فيك من صاح الشمائل منتش | بالذّلّ، أوْ مَرْضَى العيونِ صِحاحِ |
فَسَقَى اللّوَى صَوْبُ الغَمَامِ وَدَرُّهُ | وسقى النوازل فيه صوب الراح |
وَغَدا فَرَوّحَ ذاكَ عَن تِلكَ الرُّبَى | وسرى فروح ذاعن الارواح |
فلطالما اقصدنني ظبياته | وارقت فيه لبارق لماح |
وَالتَحتُ مِنْ كمَدٍ إلَيهِ، وَوِرْدُهُ | نَاءٍ يُعَذِّبُ غُلّة َ المُلْتَاحِ |
أيّامَ في صِبغِ الشّبَابِ ذَوَائِبي | وَإلى التّصَابي غُدْوَتي وَرَوَاحي |
قَوْمي أُنُوفُ بَني مَعَدٍّ وَالذُّرَى | من واضح فيهم ومن وضاح |
السابقون الى علاً ومفاخر | والغالبون على ندى وسماح |
ذَهَبُوا بِشَأوِ المَجْدِ ثُمّ تَلَفّتُوا | هزواً الى الطلاع والطلاح |
شوس الحواجب مغضبين وفي الرضى | ما شئت من بيض الوجوه صباح |
ورثوا المعالي بالجدود وبعدها | بضراب مرهفة وطعن رماح |
وقياد مخطفة الخصور كانها | العِقبانُ تَحتَ مُجَلجِلٍ دَلاّحِ |
يغبقن ليلاً بالغبيق وتارة | يصبحن بالغارات كل صباح |
ضَرَبَتْ بِعِرْقي دَوْحَة ٌ نَبَوِيّة ٌ | في منصب واري الزناد صراح |
يُنمى إلى أعياصِ خَيْرِ أرُومَة ٍ | لَيْسَتْ بعَشّاتِ الفُرُوعِ ضَوَاحِ |
وابي الذي حصد الرقاب بسيفه | في كُلّ يَوْمِ تَصَادُمٍ وَنِطَاحِ |
رُدّتْ إليهِ الشّمسُ يُحدِثُ ضَوْءُها | صبحاً على بعدٍ من الاصباح |
سائل به يوم الزبير مشمراً | يَختَالُ بَينَ ذَوَابِلٍ وَصِفَاحِ |
وَاسْألْ بِهِ صِفّينَ إنّ زَئِيرَهُ | اودي بكبش امية النطاح |
وَاسْألْ شَرَاة َ النّهْرَوَانِ، فإنّهُمْ | ضُرِبُوا بِمُنذَلِقِ اليَدَينِ وَقَاحِ |
كم من طعين يوم ذاك مرمل | وَحَرِيمِ عِزٍّ بِالطّعَانِ مُبَاحِ |
ومناقب بيض الوجوه مضئة | أبَداً، تُكَاثِرُ ألْسُنَ المُدّاحِ |
من قاس ذا شرف به فكأنما | وزن الجبال القود بالاشباح |
قد قلت للعادي عليَّ ببغيه | مهلاً فما يلحو القتادة لاحي |
فحَذارِ إنْ مطَرَتْ علَيكَ صَوَاعقي | وحذار ان هبت عليك رياحي |
او في الصباح فشق كل دجنة | وعلا الزئير فغض كل نباح |
أنا مَن علمتَ، على المُكاشحِ مُرْهَفٌ | نابي وشاك في الخصام سلاحي |
وابيت ان اعطي الاعادي مقودي | او ان تدر على الهوان لقاحي |
مِنْ بَعدِ ما أوْضَعتُ في طُرُقِ العُلى | وأضرَّ بالاعداء طول كفاحي |
وَسَحَبتُ من خُلَعِ الخلائفِ طارِفاً | لحَظَاتِ كُلّ مُعَانِدٍ طَمّاحِ |
ووليا في السن القريبة اسرتي | فوكلت فاسدهم الى اصلاحي |
بِمَهَابَة ٍ عَمّتْ بِغَيرِ تَكَبّرٍ | وَصَرَامَة ٍ أدْمَتْ بِغَيْرِ جِرَاحِ |
حِلْمٌ كَحاشِيَة ِ الرّداءِ، وَدُونَهُ | بأس يدق عوامل الارماح |
فَلَئِنْ عَلَوْتُهُمُ، فَلَيسَ بمُنكَرٍ | اما علت غرر على اوضاح |
فالان امدح غير مولى نعمة | لَوْ كُنتُ أُنصَفُ كانَ من مُدّاحي |
بُعْداً لِدَهْرٍ خَاضَ بي أهْوَالَهُ | واجازني غمراً الى ضحضاح |
لادر دري ان رضيت بذلة | تَلْوِي يَدي وَتَرُدّ غَرْبَ طَماحي |
مِنْ دُونِ قَوْدِ الجُرْدِ تَمرِي جَرْيها | ربلات كل مغامر جحجاح |
عنقاً على عنق الطلاب تحثها | همم ضمن عوائد الانجاح |
فظعُ البلاد وراء قاضية العلى | مُتَغَرّباً عَنْ مَوْطِني وَمَرَاحي |
اشهى اليَّ من النعيم يدوم لي | والذُّ من نعم علي مراح |
انى الى العذب النمير اصابني | بِيَدِ الهَوَانِ شَرِبْتُ بِالأمْلاحِ |
دعني اخاطر بالحيوة وانما | طلب الرجال العز ضرب قداح |
اما لقاء الملك قسرا أو كما | لقى ابن حجر من يدي الطماح |