أرشيف المقالات

الصديق الصدوق - هاني مراد

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
يطلّ على العالم بروح سمحة لا تحمل إلا الحب لغيره، ووجه صاف تعود الصدق ، وابتسامة ساحرة لا تعرف التكلف، ولسان صادق، عذب الكلمات، لا يعرف لغة الكذب ، ونفس كبيرة لا تحمل إلا الخير والصفاء.

إنه من أصحاب القلوب الصافية التي لا يعرف الحسد إليها طريقا، ولا تعرف المنافسة.

يراك تشرق، فيشرق.
يراك تنجح، فتبرق أساريره وتنطق ملامحه قبل لسانه بما في صفاء قلبه.
إنه صنف قليل، بل نادر!
كثيرون قد يندفعون إلى النصح الحاسد الذي يتحول إلى نقد هادم، أو تثبيط يقف وراءه حظ النفس ، وتزكي ناره شهوة خفية من الكبرياء الزائفة، تتدثر بثوب مهلهل من الورع الزائف والإخلاص الكاذب.

لكنّ صاحبنا يعلم أن بني آدم خطّاء، وأن الزلل من طبيعة الإنسان وخلقته.
فيتسع قلبه للخطأ، ويتظاهر بأنه لا يشعر بنار الحسد مع أنها تلفحه، أو يغض الطرف عنه، فيتعامى عنه مع أنه يَحُسّه ويلمسه، ويجاهد نفسه على المسامحة، حتى تقدر.
لكنّ نفس صاحبنا هذه لا تقدر على مهادنة الباطل، ولا تعرف الخيانة ومُملاءة الكذب، ولا تعرف تلك البلادة التي تتبدى من خبائها عند وقوع الظلم ، أو تشويه الدين، فينطق بالحق، لا يخشى فيه أي شيء، أو أي أحد!
لو وجدته، دُلّني عليه!

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣