اثرها على ما بها من لغب
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
اثرها على ما بها من لغب | يُقَلْقِلُ أغرَاضَهَا وَالحَقَبْ |
ولا ترقب اليوم ميط الاذى | عن اخفافها واندماء الجلب |
إلى أنْ تُعَجْعِجَهَا كَالحَنيّ | تَجْتَرّ بِالدّمِ لا بالعُشُبْ |
عَلَيها أخامِصُ مِثلُ الصّقُورِ | طوال الرجاء جسام الارب |
وَكُلُّ فَتًى حَظُّ أجْفَانِهِ | مِنَ الضّيْمِ مَضْمَضَة ٌ تُستَلَبْ |
فَبَيْنَا يُقَالُ كَرَى جَفْنُهُ | بقِطْعٍ مِنَ اللّيلِ إذْ قيلَ: هَبّ |
اذا وقعوا بعد طول الكلال | لمْ يَغمزُوا قَدَماً مِنْ تَعَبْ |
ولما يعافوا على عزهم | تَوَسُّدَ أعضَادهَا وَالرّكَبْ |
وَعَرّجْ عَلى الغُرّ مِنْ هَاشِمٍ | فأهْدِ السّلامَ لَهُمْ مِنْ كَثَبْ |
وقل لبني عمنا الواجدين | بني عَمّنا، بعضَ هذا الغضَبْ |
اما آن للراقد المستمر | في ظُلَمِ الغَيّ أنْ يَسْتَهِبّ |
سَرَحتُمْ سَفاهَتَكُمْ في العُقوق | وَلمْ تَحْفِلُوا الحِلْمَ لمّا غَرَبْ |
ولما ارنتم اران الجموح | وماج بكم حبلكم واضطرب |
أقَمْنَا أنَابيبَكُمْ بالثِّقَافِ | وَداوَى الهِنَاءُ مِطَالَ الجَرَبْ |
وَيَا رُبّمَا عَادَ سُوءُ العِقَابِ | عَلى المُذْنِبِينَ بِحُسْنِ الأدَبْ |
مضيض من الداء ان يستطب | |
أطَالَ وَأعْرَضَ مَا بَيْنَنَا | مُبِيرَ الحَيَاءِ مُثِيرَ الرّيَبْ |
افي كل يوم لرق الهوان | صبيبة انفسكم تنسكب |
إذا قَادَكُمْ مثلَ قَوْدِ الذّلُولِ | نفرنا نفور البعير الازب |
وفي كل يوم الى داركم | مَزَاحِفُ مِنْ فَيْلَقٍ ذي لجَبْ |
بوهوهة الخيل تحت الرماح | مكرهة ورغاء النجب |
سِيَاطُ الجِيَادِ بِهِ إنْ وَنَينَ | وَزَجْرُ الرّحَالِ بِهَالٍ وَهَبْ |
وَتَلْقَوْنَهَا كَقِداحِ السَّرَا | ءِ، قُوداً تَجُرّ العَوَالي وَقُبّ |
كان حوافزها والصخور | إذا مَا ذَرَعْنَ الدّجَى في صَخَبْ |
تسد على البيد خرق الشمال | بِما نَسَجَتْ من سَحيلِ التُّرَبْ |
وطئن النجيع بارساغهن | مِمّا انْتَعَلْنَ الرُّبَى وَالذَّأبْ |
وَكَمْ قَرَعَ الدّوَّ مِنْ حَافِرٍ | يخال على الارض قعبا يكب |
تُهَزّ السّيُوفُ لأِعْنَاقِكُمْ | فَتَأبَى مَضَارِبَ تِلْكَ القُضُبْ |
وتسفر احسابنا بيننا | فنلقي طوائلنا أو نهب |
يناشدنا الله في حربكم | عُرَيْقٌ لَكُمْ في أبِينَا ضَرَبْ |
وَمَا أحْدَثَ الدّهْرُ مِنْ نَبْوَة ٍ | وَقَطّعَ مَا بَيْنَنَا مِنْ سَبَبْ |
فَإنّ النّفُوسَ إلَيْكُمْ تُشَاقُ | وَإنّ القُلُوبَ عَلَيكُمْ تَجِبْ |
وَإنّا نَرَى لجِوَارِ الدّيَارِ | حقوقاً فكيف جوار النسب |
تماسس ارحامنا والذمام | مُ مِنْ دونِ ذاكَ عَلَينا يَجِبْ |
فان نرع شركة احسابنا | جَميعاً، فَذلِكَ دِينُ العَرَبْ |
اذا لبست بقواها قوى | وَإنْ طُنُبٌ مَسّ مِنها طُنُبْ |
أرَاحَ بَني عَامِرٍ ذُلُّهُمْ | وعرضنا عزنا للتعب |
وفرنا عليهم طريق البقاء | وَخَلّوْا لَنَا عَنْ طَرِيقِ العَطَبْ |
فقد اصبحوا في ذمام الخمول | لا تدريهم مرامي النوب |
أبَى النّاسُ إلاّ ذَمِيم النّفَاقِ | إذا جَرّبُوا، أوْ قَبيحَ الكَذِبْ |
كلاب تبصبص خوف الهوان | وَتَنْبَحُ بَينَ يَدَيْ مَنْ غَلَبْ |
اذم لوجهي على ما به | ولا يعدل الذل عندي النشب |
ومن وجد الرزق عند السيوف | فَلَمْ يَتَحَمّلْ لذلّ الطّلَبْ |
وان منازل هذا الزمان | لانبائه نوب أو عقب |
لِذَلِكَ يَرْكَبُ مَنْ قَدْ سَعَى | طويلا ويرحل من قد ركب |
انا ابن الاناجب من هاشم | اذا لم يكن نجب من نجب |
تُلاثُ بُرُودُهُمُ بِالرّمَاحِ | وَتُلْوَى عَمائِمُهُمْ بالشُّهُبْ |
عتاق الوجوه وعتق الجياد | في الضمر تعرفه والقبب |
يَشِفّ الوَضَاءُ خِلالَ الشّحُو | بِ مِنها، وَخَلْفَ الدّخَانِ اللّهَبْ |
وَقَارٌ يُهَابُ، وَنَادٍ يُنَابُ | وحلم يراح وراي يغب |
اذا استبق القوم طرق النجاء | وذم الجبان قعود الهرب |
رَأيتَهُمُ في ظِلالِ القَنَا | وقد ضاق للكرب عقد اللبب |
قد امتنعوا بحصون الدروع | عِ، وَاستَعصَمُوا بِقِبَابِ اليَلَبْ |
أُولَئِكَ قَوْمي لَمْ يُغْمَزُوا | بهجنة امٍ ولا لؤم اب |
وَمَنْ قالَ: إنّ جَميعَ الفَخَارِ | لِغَيْرِ ذَوَائِبِ قَوْمي كَذَبْ |