لا لوم للدهر ولا عنابا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لا لوم للدهر ولا عنابا | تغاب ان الجلد من تغابا |
صَبْراً عَلى الضّرّاءِ وَاحْتِسَابَا | اصبرنا اعظمنا ثوابا |
ما الدمع مما يزع المصابا | ولا يرد القدر الغلابا |
أمْضَى الزّمَانُ حُكْمَهُ غَلاّبَا | اصابنا وطال ما اصابا |
يولغ ظفرا للردى ونابا | لا يَبْكِيَنْ حاضِرُنَا مِنْ غَابَا |
ما غاب منا غائب فأبا | ورب حي دعموا القبابا |
وَاستَفْسَحُوا الأعطانَ وَالرّحَابَا | وطبقوا السهول والعقابا |
لا يَرْهَبُونَ للعِدَى ذُبَابَا | أمْسَوْا لَقَاحاً، وَغَدَوْا نِهَابَا |
جر على دارهم ذنابا | واتبع القوادم الذنابا |
بِمُعْجِلٍ يَنْتَزِعُ الأطْنَابَا | يُوطي الحِمَى وَيَهْتِكُ الحِجَابَا |
كالبَاتِرَاتِ تَبْذُرُ الرّقَابَا | نَسعَى ، وَيَطوِينَا الرّدى وِثَابَا |
كنم قطع الاقران والاسبابا | وفرق الجيران والاحبابا |
وَاسْتَدْرَجَ العَبيدَ وَالأرْبَابَا | سَيلُ رَدًى قَدْ مَلأ الشّعَابَا |
وجن موجا وطغى عبابا | قَارَعَنَا وَانْتَزَعَ اللُّبَابَا |
اعجب واخلق ان ترى عجابا | يبلد الافهام والالبابا |
إنّ الرّدَى وَإنْ رَمَى فَصَابَا | وجاذبتنا يده جذابا |
يَعْجِمُ مِنْ عِيدانِنَا صِلابَا | صعباً يلاقي انفساً صعابا |
لا تنكر الموت لها شرابا | وَلا تَعَافُ الصَّبِرَ المُذَابَا |
سوالب ومرة اسلابا | إذا أنَا انْقَدْتُ وَلمّا آبَى |
مُنْجَفِلاً مَعَ الرّدَى مُنْجَابَا | فَلِمْ سَنَنْتُ الصّارِمَ القِرْضَابَا |
ولم ربطت الشرب العرابا | يمرين بالشكائم اللعابا |
خَمَايِصاً تُحَاضِرُ الذّيَابَا | يحملن اسداً في الوغى غضابا |
قد سلبوا السوابغ العيابا | ركباً وطوراً للقنا ركابا |
يَحْمي الحِمَى وَيَمْنَعُ الجَنَابَا | حتّى إذا داعي الرّدَى أهَابَا |
اسقط من ايماننا الكعابا | وَبَزّنَا أرْوَاحَنَا إغْصَابَا |
لا طعن تسطيع ولا ضرابا | مُقتَحِمٌ عَلى الأُسُودِ الغَابَا |
وَرُبّ إخوانٍ مَضَوْا شَبَابَا | تلاحقوا الى الردى صحابا |
لا نترجى منهم ايابا | ولا نعد لهم الا حقابا |
لا يحفل الحجاب والابوابا | اذا دعوا لم يرجعوا جوابا |
وَلَبِسُوا الجَنْدَلَ وَالظِّرَابَا | لقدرٍ ما عمروا الخرابا |
يا غصناً طال وفرعاً طابا | لما ذوى اودغته الترابا |
أرَابَ مِنْ يَوْمِكَ مَا أرَابَا | لا زِلْتُ أستَسقي لكَ السّحَابَا |
كل اغر يدق الذهابا | مُجَرِّراً عَلى الرُّبَى أهْدَابَا |
يُبْقي بأجوازِ الثّرَى أنْدابَا | وَيَنْثَني مُجَوِّلاً جَوّابَا |
وَإنْ لَبِسْتَ للبِلَى جِلْبَابَا | ارى البكاء سفها وعابا |
لا تجعلنه ديدنا ودابا | وافقَ منا اجل كتابا |