أرشيف الشعر العربي

لَبِستُ الوَغَى قَبلَ ثَوْبِ الغُبارِ

لَبِستُ الوَغَى قَبلَ ثَوْبِ الغُبارِ

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
لَبِستُ الوَغَى قَبلَ ثَوْبِ الغُبارِ وَقَارَعْتُ بالنّصْلِ قَبلَ الغِرَارِ
واسد اذا شعرت بالحمام رَأتْ عَيشَها خَلفَ ذاكَ الشّعَارِ
طوال الخدود قصار الحقود رواء الشفاء ظماء المهار
وَمُنْتَجِعِينَ دِيَارَ العَدُوّ في كل مصطرم ذي اوار
بسمر مثقفة للطعان وجرد مسومة للغوار
و يوم ختمنا عليه الردى وقد فض عنه ختام الذمار
تَصِيدُ قُلُوبَ الأعَادِي بِهِ صدور القنا وهي هيم ضوار
اذا ستر النقع اثارها هَتَكْنَ الضّمائِرَ عَنْ كُلّ ثَارِ
قُلُوبُهُمُ بِذُيُولِ الحِمَامِ وقع اطرافها في عثار
وَتَجْهَرُ بالمَوْتِ أرْوَاحُهُمْ وَسُمْرُ القَنَا مَعَهَا في سِرَارِ
وَقَدْ وَرَدُوا بِصُدُورِ الرّمَاحِ كما صدروا بصدور الشفار
كسونا قنانا ثياب الدما وَنحنُ مِنَ العَارِ فيها عَوَارِ
لقد كنت اسحب برد الشماس لا يرفع العذل مرخى ازاري
فَأصْبَحْتُ قَبْلَ نُزُولِ العِذَارِ مُعْتَرِفاً، صَابِراً للعِذَارِ
ألاَ رُبّ صَبٍّ بِحُبّ العُلَى وليد المطايا رضيع السفار
بَعِيدِ المَعَالي، قَرِيبِ العَوَالي صَدِيقِ الأيَادي، عَدُوِّ النُّضَارِ
غرار التصابي بايدي العقار
يمزق بالعيس جيب الدجى ويهتك بالخيل صدر النهار
إذا غَاضَ مَاءُ النّدى أسْبَلَتْ يداه بماء من الجود جار
إذا مَا رَعَتْ في رُبَى جُودِهِ هزال الاماني غدت كالشبار
وَكَمْ نَدِيَتْ مِنَ نَداهُ المُنَى ندا سمره بالنجيع الممار
ومن كن يهوين خلف الرجاء فأمسَينَ مِنْ جُودِهِ في قَرَارِ
كمَا قَدّ قَلْبُكَ يا ابنَ الحُسَيْنِ من شوقه وعيون الفخار
بمولد غراء اعطيتها بدوّ الاهلة بعد السرار
أغَارَتْ عَلى الحُسْنِ أسْبَابُهَا فاسبابه عندها في اسار
وَلا عَجَبٌ أنْ تَرَى مِثْلَهَا وزندك في كرم العرق وارى
نثرن عليها سواد القلوب وكان الهنا في خلال النثار
وَلَوْ أنْصَفَ الدّهْرُ لمْ نَقْتَنِعْ بغير قلوب النجوم الدراري
هَنَاكَ بهَا اللَّهُ مَا غَرّدَتْ صدور القنا في اعالي نزار
واحيا بها لك ميت العلى وَأرْدَى بِهَا كُلَّ عَابٍ وَعَارِ
وَذَلّتْ عَمَائِمُ قَوْمٍ بِهَا كَمَا أنّهَا شَرَفٌ للخِمَارِ
فحسبك فخر بهذا المديح وان غاض في المدح ماء افتخاري
يَزُورُكَ بَينَ قُلُوبِ العَداة ِ فَيَقْطَعُهَا في اتّصَالِ المَزَارِ
غَدَتْ كفُّ مَجدِكَ من مَدحَتي تجول معاصمها في سوار

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (الشريف الرضي) .

أنَا للرّكَائِبِ إنْ عَرَضْتُ، بمنزِلِ

أأبْقَى كَذا أبَداً مُسْتَقِلاً

لَعَمْرِي لَقَدْ ماطَلتُ لوْ دَفَعَ الرّدى

اناشد انت اطلالاً بذي القور

إبَاءٌ أقَامَ الدّهْرَ عَنّي وَأقْعَدَا


روائع الشيخ عبدالكريم خضير