أرشيف المقالات

الميلاد الحقيقي

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
الميلاد الحقيقي


تبدأ حياة الإنسان العاديةُ بالميلاد وتنتهي بالوفاة، دون نسيانٍ لحياة البرزخ، التي هي تمهيدٌ للحياة الأبدية في الآخرة، وبين الميلاد والوفاة يكون العمرُ الأول للبشر، وهو مِن علم الله عز وجل وتقديرِه، من حيث امتداده، وغيُّه أو رشاده؛ قال سبحانه: ﴿ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ﴾ [الرعد: 38]، وبعد أن يغادر الواحد منا مسرح الحياة، ينشأ له العمر الثاني، الذي يُعتَبر كمشروعِ استثمارٍ في الجهود المبذولة سابقًا، فيحصل له ببركة صدقه وإخلاصِه الثناءُ العاطر من الأجيال اللاحقة؛ لما قدَّمه من العمل الصالح لنفسه وللخَلْق على حدٍّ سواء؛ قال الله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام: ﴿ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ﴾ [الشعراء: 84].

إخواني الأعزاء:
لا تعكِّروا صفو حياتكم الغالية بالخلافات الجانبيَّة!
ولا تهمِّشوا أنفسكم؛ فتعيشوا خارج دائرتها!
لا تسوِّفوا؛ فالعمر جدُّ قصير، والحياة إلى الزوال تصير!
إن أنفاس الإنسان لا تقوم نفاسةً؛ فهي أغلى المِلك قيمةً، وضياعها هو عنوان للشقاوة والحرمان، وتضييعها تبديد للوقت والجهد والمال!
ألا فاستيقظوا من سُباتكم العميق! واكتشفوا مواهبكم الدفينة واصقلوها، واعلموا أن الممارسة خيرُ وسيلةٍ للتمكُّن من أيِّ مجال.

أيها الإنسان:
إنك حينما تعرف ذاتك، وتُدرِك قيمة عمرك ومعنى حياتك، فترسم خطتك الشخصية بدقَّة، ثم تمضي بهمَّة لا تعرف الكلل أو الملل، فأنت حينئذٍ قد وُلِدت من جديد، وصدِّقني: قد كنت قبلها ميتًا في ثوبِ حيٍّ.

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢