ظاهرة محزنة - أحمد قوشتي عبد الرحيم
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
ظاهرة محزنة ومتكررة :-يموت العالم أو الداعية ممن له مقام مشكور ، وإنتاج علمي كبير ، وصلاح ظاهر ، وقد يكون منتميا لاتجاه عقدي أو فكري ما محل نقد أو إشكال ، فترى مواقف عجيبة :
- فطائفة أهل توسط واعتدال : يرون المقام مقام ترحم ودعاء بالمغفرة ، وثناء منضبط ، وذكر لما قدمه الراحل للعلم من خدمات مشكورة ، دون أن يعني ذلك بحال القبول التام لكل ما عنده من آراء ، أو الموافقة في الوجهة .
- وطائفة ثانية : تضن بالرحمة والدعاء ، وترى المقام مقام جرح وتعديل ، وتحذير وتهويل ، وبيان للأخطاء ، وإظهار للمخالفات مع شطط وغلو ، وكتمان تام للحسنات والمواقف المشكورة ، وإبراز للأخطاء بحق أو بباطل .
وطائفة ثالثة : تترحم وتستغفر ، وتمدح وتبالغ في الثناء ، لكنها تهتبل الفرصة لنشر خطابها البائس ، والمسكون بالمكايدة والمناكفة ، وتصفية الحسابات مع الخصوم ،واستحضار نزاعات قديمة ، وشفاء ما في صدرها من حقد دفين .
ورحم الله ابن تيمية الذي يحكي عنه تلميذه ابن القيم فيقول " وجئت يوما مبشرا له بموت أكبر أعدائه، وأشدهم عداوة وأذى له.
فنهرني وتنكر لي واسترجع.
ثم قام من فوره إلى بيت أهله فعزاهم، وقال: إني لكم مكانه، ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه.
ونحو هذا من الكلام.
فسروا به ودعوا له.
وعظموا هذه الحال منه.
فرحمه الله ورضي عنه " مدارج السالكين 2 / 229 .