لأظْمَا مُعِلّينَا وَأرْوَى المَصَائِبَا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لأظْمَا مُعِلّينَا وَأرْوَى المَصَائِبَا | وَأسْخَطَ آمَالاً وَأرْضَى نَوَائِبَا |
مُصَابٌ نُجُومُ المَجدِ فيهِ نَوَاجِمٌ | تَرَكْنَ نجُومَ الصّبرِ عَنهُ غَوَارِبَا |
اصابت سهام الحادثات قلوبها | فكم اعقبت روعاً يروع العواقبا |
لَقَدْ وَعَدَتْنَا، إذْ رَغِبْنَا رَغايباً | فَلَمّا أصَبنَ الظّنّ أعطَتْ مَصايبَا |
وَأرْضَعْنَ أفْوَاهَ المَطامِعِ فَجعَة ً | فَطَمْنَ بِهَا عِنْدَ النّجاحِ المَطالِبَا |
بِمَفْقُودَة ٍ يَنْهَلّ مَاءُ مُصابِها | دُمُوعاً عَلى خَدّ الزّمَانِ سَوَاكِبَا |
إذا قَعَدَتْ أحْزَانُهَا في قُلُوبِنَا | أقَمْنَا عَلى الصّبرِ الشّفَاهَ نَوَادِبَا |
صَبَرْنَا فَغَصّصْنا الزّمانَ بِرِيقِهِ | على ان للايام فينا مضاربا |
ولم نطرح الاسلاب يوما لنكبة | وَإنْ جَذَبَ المِقدارُ مِنّا المَجاذِبَا |
ألا إنّ هَذا الثّاكِلَ الحَسَبِ الّذي | به ثكل المجد التليد المناقبا |
رَمَى في يَمِينِ الدّهْرِ دُرّة َ سُؤدُدٍ | فأحجِ بِها يَحنُو عَلَيها الرّوَاجِبَا |
وقد شن فيها حادث الموت غارة | ثَنَتْنَا وَلَمْ تَطْلُعْ إلَيْنَا كَتَائِبَا |
فَلا تَحْسَبَنْ رُزْءَ الصّغائِرِ هَيّناً | فإنّ وَجَى الأخفافِ يُنضِي الغَوَارِبَا |
سقى الله حصباء الثرى كل ليلة | سحائب ينزعن الرياح الحواصبا |
جنادل من قبر كأن صدورها | حباه الحيادون القبور محاربا |
اقامت به حتى لودت عيوننا | ولم تبق دمعا ان يكون سحائبا |
تراب يرى ان النجوم ترابه | وَيَحسبُ أحجَارَ الصّفيحِ الكَوَاكِبَا |
وَسَيْفٌ نُضِي مِنْ جَفنِهِ، غيرَ أنّهُ | رَضِي لحدَه من غِمدِهِ الدّهرَ صَاحبَا |
يغطي الثرى عنا وجوها مضيئة | كما كفر الغيم النجوم الثواقبا |
وَرُزْءٌ رَمَى صَدْرَ الأمَاني بيَأسِهَا | وكنَّ الى ورد المعالي قواربا |
ألا رُبّ لَيْلٍ قَلْقَلَتْهُ عَزائِمي | إلى أنْ نَضَا عَنْ مَنكِبَيهِ الغَياهِبَا |
جذبت بضبع العزم من بين اضلعي | وَزَاحَمْتُ بالهَمّ الدُّجَى وَالسّبَاسِبَا |
وَجُرْداً ضَرَبْنَ الدّهْرَ في أُمّ رَأسِهِ | وَجُزْنَ بِنَا أعْجَازَهُ وَالمَنَاكِبَا |
ومرت حواميها على لمة الدجى | تجاذب بالادلاج منها الذوائبا |
واني لمن قوم اذا ركبوا الندى | الى الحمد باتوا يعسفون الركائبا |
إذا فَاضَ رَقراقُ المَحَامِدِ صَيّرُوا | لَهُ جُودَهمْ دونَ اللّئامِ نَصَائِبَا |
وَإنْ ضَاقَ صَدرُ الخَطبِ وَسّعَ بأسُهم | لسُمرِ القَنَا بَينَ الضّلوعِ مَذاهِبَا |
بطعن كدفاع الغمام تحته | ذوابل يمطرن الدماء صوائبا |
لَهُ شَرَرٌ يَرْمي الرّمَاحَ بِلَفْحِهِ | يَكَادُ يُرَى مَاءُ الأسِنّة ِ ذائِبَا |
إذا أنْكَرُوا في النّقعِ ألوَانَ خَيلِهمْ | أضَاءَ لَهُمْ حتّى يَشِيمُوا السّبَائِبَا |
أبَا قاسِمٍ جَاءَتْ إلَيْكَ قَلائِدٌ | تقلد اعناق الكرام مناقبا |
قَلائِدُ مِنْ نَظمي يَوَدّ لحُسنِها | قُلُوبُ الأعادي أنْ تكونَ تَرَائِبَا |
اذا هدها راوي القريض حسبته | يَقُومُ بِهَا في نَدْوَة ِ الحَيّ خاطِبَا |
فَلَوْ كُنّ غُدْرَاناً لَكُنّ مَشارِبا | ولو كن احداثا لكن تجاربا |