يا لَيلَة َ السّفْحِ ألاّ عُدْتِ ثانِيَة ً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا لَيلَة َ السّفْحِ ألاّ عُدْتِ ثانِيَة ً | سقى زمانك هطال من الديم |
ماض من العيش لو يفدى بذلت له | كَرَائِمَ المَالِ مِنْ خَيلٍ وَمن نَعَمِ |
لمْ أقضِ مِنكِ لُبَاناتٍ ظَفِرْتُ بهَا | فَهَلْ ليَ اليَوْمَ إلاّ زَفرَة ُ النّدَمِ |
فلَيتَ عَهدَكِ، إذْ لمْ يَبقَ لي أبَداً | لمْ يُبقِ عِندي عَقابيلاً مِن السّقَمِ |
تَعَجّبُوا مِنْ تَمَنّي القَلْبِ مُؤلمَهُ | وَمَا دَرَوْا أنّهُ خِلْوٌ مِنَ الألَمِ |
ردوا عليَّ لياليَّ التي سلفت | لم أنسهنَّ ولا بالعهد من قدم |
أقُولُ للاّئِمِ المُهْدِي مَلامَتَهُ | ذق الهوى وإن اسطعت الملام لُم |
وظبية من ظباء الأنس عاطلة | تَستَوْقفُ العَينَ بينَ الخمصِ وَالهَضَمِ |
لو أنها بفناء البيت سانحة | لصِدْتُها وَابتَدَعتُ الصّيدَ في الحَرَمِ |
قَدِرْتُ مِنهَا بِلا رُقْبَى وَلا حَذَرٍ | عَلى الذي نَامَ عَنْ لَيلي، وَلمْ أنَمِ |
بتنا ضجيعن في ثوبي هوى ً وتقى ً | يلفنا الشوق من فرع الى قدم |
وَأمسَتِ الرّيحُ كالغَيرَى تُجَاذِبُنَا | على الكثيب فضول الريض واللم |
يشي بنا الطب أحياناً وآونة | يُضِيئُنَا البَرْقُ مُجتازاً على أَضَمِ |
وبات بارق ذاك الثغر يوضح لي | مواقع اللثم في داج من الظلم |
وَبَيْنَنَا عِفّة ٌ بَايَعْتُهَا بِيَدِي | عَلى الوَفَاءِ بِهَا وَالرّعْيِ للذّمَم |
يولَّع الطل بردينا وقد نسمت | رويحة الفجربين الضّال والسّلم |
وَأكتمُ الصّبحَ عَنها، وَهيَ غافِلَة ٌ | حتّى تَكَلّمَ عُصْفُورٌ عَلى عَلَمِ |
فَقُمْتُ أنْفُضُ بُرْداً مَا تَعَلّقَهُ | غير العفاف وراءَ الغيب والكرم |
وألمستني وقد جدّ الوداع بنا | كَفّاً تُشِيرُ بقُضْبَانٍ منَ العَنَمِ |
وَألثَمَتْنيَ ثَغْراً مَا عَدَلْتُ بِهِ | أريَ الجنى ببنات الوابل الرُذُم |
ثم انثنينا وقد رابت ظواهرنا | وفي بواطننا بعد من التهم |
يا حبذا لمّة ٌ بالرمل ثانية | ووقفة ببيوت الحي من أمم |
وَحَبّذا نَهْلَة ٌ مِنْ فِيكِ بَارِدَة ٌ | يُعدي عَلى حَرّ قَلبي بَرْدُها بفَمي |
دَينٌ عَلَيكِ، فإنْ تَقضِيهِ أحيَ بهِ | وَإنْ أبَيْتِ تَقَاضَيْنَا إلى حَكَمِ |
عجبت من باخل عني بريقته | وقد بذلت له دون الأنام دمي |
ما ساعفتني الليالي بعد بينهم | إلا بكيت ليالينا بذي سلم |
ولا استجدّ فؤادي في الزّمان هوى ً | إلاّ ذَكَرْتُ هَوَى أيّامِنا القُدُمِ |
لا تطلبنَّ ليّ الإبدال بعدهم | فإن قلبيَ لا يرضى بغيرهم |