اي دموع عليك لم تصب
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
اي دموع عليك لم تصب | واي قلب عليك لم يجب |
خَبّتْ إلَيكَ الخُطوبُ مُعجِلَة ً | ضروب شد الجياد والخبب |
واعجبي للزمان كيف نبا | واعجب ان اقول واعجبي |
مالي وما وبللخطوب تسلبني | في كُلّ يَوْمٍ غَرَائبَ السَّلَبِ |
اما فتى ناضر الصبا كاخي | عندي أو زائد المدى كابي |
وَإنّني للشّقَاءِ أحْسَبُني | ألعَبُ بالدّهْرِ، وَهوَ يَلعَبُ بي |
ما نمت عنه الا وايقظني | من الرزايا بفيلق لجب |
وَلمْ أزَعْهُ، إلاّ وَأعْقَبَني | سطوا كوقع الظبي على اليلب |
في كُلّ دارٍ تَعْدُوا المَنونُ وَمِنْ | كلّ الثّنَايَا مَطَالِعُ النُّوَبِ |
بفوز بالراحة الفقيد وللفــ | ـفَاقِدِ طُولُ العَنَاءِ وَالتّعَبِ |
يطيب نفساً عنا وواحدنا | إنْ طَيّبَ القَلبَ عَنهُ لمْ يَطِبِ |
احمدكمْ لي عليك من كمد | باق ومن جود ادمع سرب |
ولوعة تحطم الضلوع اذا | ذكرت قرباللقاء عن كثب |
إنْ قَطَعَ المَوْتُ بَيْنَنَا، فَلَقَدْ | عِشْنَا وَمَا حَبْلُنَا بِمُنْقَضِبِ |
كم مجلس صبحته السننا | تفض فيه لطائم الادب |
مِنْ أثَرٍ يُونِقُ الفَتَى حَسَنٍ | او خبر يبسط المنى عجب |
او غرض اصبحت خواطرنا | تُساقطُ الدّرَّ مِنهُ في الكُتُبِ |
كالبَارِدِ العَذْبِ رَوّقَتْهُ صَبَا الـ | الظلم زين بالشنب |
غَاضَ غَدِيرُ الكَلامِ مَا بَقيَ الـ | ـدّهْرُ وَقَرّتْ شَقَاشِقُ الخُطَبِ |
يا علم المجد لمْ هويت وقد | كُنْتَ أمِينَ العِمَادِ وَالطُّنُبِ |
يا مِقْوَلَ الدّهْرِ لِمَ صَمتّ وَقدْ | كُنتَ زَمَاناً أمضَى مِنَ القُضُبِ |
يا ناظِرَ الفَضْلِ لِمْ غَضَضْتَ وَما | كنت قديما تغضي على الريب |
كنت قريني ولست من لدتي | كنتَ نَسيبي وَلَستَ من نَسَبي |
مِمّا يُقَوّي العَزَاءَ عَنكَ، وَإن | شَرّدَ قَلْبي العَزَاءُ بالكُرَبِ |
أنّكَ أحْرَزْتَهَا، وَإنْ رُغِمَ الـ | ـدّهْرُ، ثَمَانِينَ طَلْقَة َ الحِقَبِ |
فان دموعي جرين نهنها | علمي بان قد ظفرت بالارب |
فَلَيْتَ عِشْرِينَ بِتّ أحْسُبُهَا | باعدْنَ بَينَ الوُرُودِ وَالقَرَبِ |
اني اظمى الى المشيب ومن | ينج قليلاً من الردى يشب |
وَإنْ يَزُرْ طَالِعُ البَيَاضِ أقُلْ | يا ليت ليل الشباب لم يغب |
مر على ذلك التراب من المــ | زن خفوق الاعلام والعذب |
كَالعِيرِ ذاتِ الأوْساقِ صَاحَ بهَا | معتسف بالايانق النجب |
اذا خبا برقه استعان على | ايقاده بالمجلجل اللجب |
لِتَرْتَوِي ثَمّ أعْظُمٌ نَزَلَتْ | داجي الدّماميمِ مُوحِشَ الحَدَبِ |
بحيث تزوى عن النسيم | ـتَدْرجُ عَنّا مَطالعَ الشّهُبِ |
فثم بشر اصفى من الغدق الــ | ـعَذْبِ وَجُودٌ أنْدَى من السُّحبِ |
واجبل كان يستذم به | من الليالي فساخ في الترب |
لا تَحْسَبَنّ الخُلُودَ بَعدَكَ لي | إنّ المَنَايَا أعْدَى مِنَ الجَرَبِ |
إنَ انْجُ مِنها وَقد شَرِبتَ بِهَا | فان خيل المنون في طلبي |