كذا يهجم القدر الغالب
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
كذا يهجم القدر الغالب | و لا يمنع الباب والحاجب |
تغلغل يصدع شمل العلى | كما ذعذع الابل الخارب |
وَقَدْ كَانَ سَدّ ثَنَايَا العَدُوّ | فمن اين اوضع ذا الراكب |
و هابت جوانبه النائبات | زَمَاناً، وَقَدْ يُقدِمُ الهَائِبُ |
طواك إلى غيرك المعتفي | و جاوز ابوابك الراغب |
وَهَلْ نَحْنُ إلاّ مَرَامي السّهامِ | يحفزها نابل دائب |
نُسَرّ إذا جَازَنَا طَائِشٌ | وَنَجْزَعُ إنْ مَسّنَا صَائِبُ |
فَفي يَوْمِنَا قَدَرٌ لابِدٌ | وعند غد قدر واثب |
طَرائِدُ تَطْلُبُهَا النّائِبَاتُ | وَلا بُدّ أنْ يُدْركَ الطّالِبُ |
ارى المرء يفعل فعل الحد | ـدِ، وَهوَ غَداً حَمَأٌ لازِبُ |
عوارِيُّ مِنْ سَلَبِ الهَالِكِينَ | يَمُدّ يَداً نَحْوَهَا السّالِبُ |
لَنَا بالرّدَى مَوْعِدٌ صَادِقٌ | وَنَيْلِ المُنى وَاعِدٌ كاذِبُ |
نصبح بالكاس مجدوحة | ولا علم لي اينا الشارب |
حبائل لدهر مبثوثة | يُرَدّ إلى جَذْبِهَا الهَارِبُ |
وكيف يجاوز غاياتنا | وقد بلغ المورد القارب |
لَقَدْ كانَ رَأيُكَ حَلَّ العِقالِ | إذا طَلَعَ المُعْضِلُ الكَارِبُ |
وقط كان عندك فرج المضيق | إذا عَضّ بالقَتَبِ الغَارِبُ |
يفيء اليك من القاصيات | مراح المناقب والعازب |
فَيَوْمُ النُّهَى مُشرِقٌ شامِسٌ | وَيَوْمُ النّدَى ماطِرٌ ساكِبُ |
فاين الفيالق مجرورة | وقد عضل اللقم اللاحب |
واين القنا كبنان الهلوك | بِمَاءِ الطُّلَى أبَداً خَاضِبُ |
كَأنّ السّوَابِقَ مِنْ تَحتِها | دَبًى طَائِرٌ، أوْ قَطاً سَارِبُ |
لها قسطل كنسيج السدوس | بِهَامِ الرُّبَى أبَداً عَاصِبُ |
وملبونة في بيوت الغزي | يُقَدِّمُ إغْبَاقَهَا الحَالِبُ |
نزائع لاشوطها في المغار | قريب ولا غزوها حائب |
فسرج وغى ً ما له واضع | وجيش عليً ما له غالب |
وَكُنْتَ العَمِيدَ لهَا وَالعِمَادَ | فضاع الحمى ووهى الجانب |
فَمَاذا يُشِيدُ هُتَافُ النّعيّ | فِيكَ، وَمَا يَنْدُبُ النّادِبُ |
امدت عليك القلوب العيون | فليس يرى مدمع ناضب |
ارى الناس بعدك في حيرة | فذو لبهم حاضر غائب |
كمَا اختَبَطَ الرّكْبُ جِنحَ الظّلامِ | وَقَدْ غَوّرَ القَمَرُ الغارِبُ |
ولما سبقت عيوب الرجال | تَعَلّلَ مِنْ بَعْدِكَ العَائِبُ |
وَلَمْ أرَ يَوْماً كَيَوْمٍ بِهِ | خَبَا مَثْقَبٌ، وَهَوَى ثَاقِبُ |
تَلُومُ الضّوَاحِكَ فيكَ البُكاة ُ | ويعجب للباسم القاطب |
سقاك وان كنت في شاغل | عَنِ الرّيّ، داني النّدَى صَائِبُ |
مربّ اذا مخضته الجنوب | أبْسَتْ بِهِ شَمْألٌ لاغِبُ |
يَجُرّ ثَقَائِلَ أرْدافِهِ | كَمَا بَادَرَ القِرّة َ الحَاطِبُ |
كسوق البطيء بسوط السريع | ينوء ويعجله الضارب |
يُصِيبُكَ بالقَطْرِ شَفّانُهُ | كَمَا قَرَعَ الجَمْرَة َ الحَاصِبُ |
وَلَوْلا قِوَامُ الوَرَى أصْبَحَتْ | يُرِنّ عَلى صَدْعِهَا الشّاعِبُ |
وباتت وقد ضل عنها الرعاء | مُحَفَّلَة ً مَا لهَا حَالِبُ |
وَسَاقَ العَدُوُّ أضَامِيمَهَا | وما آب من طردها آيب |
وَمَا بَقيَ الجَبَلُ المُشْمَخِرّ | فَمَا ضَرّنَا الجَبَلُ الوَاجِبُ |
وَمَا يُنْقِصُ الثَّلْمُ في المَضْرِبَينِ | إذا اهتَزّ في القَائِمِ القاضِبُ |
بِمِثْلِ بَقَائِكَ غَيْثَ الأنَا | مِ يَرْضَى عَنِ الزّمَنِ العَاتِبُ |
لهان علينا ذهاب الرديف | مَا بَقيَ الظَّهْرُ وَالرّاكِبُ |